عقب حمد: ألا تكف عن الهزل؟
رد عبد الرازق: لولاه لفقدت عقلي منذ زمن.
سأل حمد جادا: هل أنت على يقين أنه ضابط فعلا؟
رد عبد الرازق: انظر إلى بشرته الناعمة وملابسه الداخلية، إن الضباط ينزعون الرتب من على أكتافهم إن جد الجد؛ كي لا يكونوا هدفا سهلا وصيدا ثمينا، لا يزعجهم أن يتشبهوا بأمثالنا أحيانا إن كان في هذا مصلحتهم.
ضاع الكثير من الوقت، وكان لزاما عليهما أن يجمعا ما أمكن من الخردة على وجه السرعة حتى يعودا قبل غروب الشمس إلى ديارهما.
في اليوم التالي بكر عبد الرازق في الوصول إلى الساحة الخراب، وتوجه من فوره نحو الضابط الجريح، فوجده يجلس داخل العربة وإلى جواره حمد الذي سبقه بالحضور. أخرج لفافة وفتحها وناولها للضابط الذي أطال النظر إليها وظل ينقل بصره بين الرجلين ثم سأل: من الذي أوصى بهذه الأدوية؟
رد عبد الرازق: المرحومة أمي! عثرت على الأدوية وسط القمامة فأحضرتها لك. ما بالك يا رجل! هل تشك في نوايانا نحوك أم تخشى من جهلنا؟ اطمئن لقد أوصى بها الصيدلي.
عقب حمد: نحن حاولنا إنقاذك بينما تركك قائدك وزملاؤك وفروا كالفئران. لو أردنا بك سوءا لتركناك يا حكيم زمانك.
أشاح الضابط بوجهه عن حمد، ونظر إلى عبد الرازق: من أي بلد أنت؟
رد عبد الرازق مستخفا: من هنا.
صفحة غير معروفة