ثم خشي أن يكون في قوله ما يمس الصدق الذي فطر عليه فسأل من معه وفيهم عائشة: كيف قلت؟ فأعادت له عائشة ما جرى به لسانه، فاستدرك قائلا: اللهم أعز والولد ألوط، أي ألصق بالقلب وأدنى. •••
وقد بنى أبو بكر بزوجتين في الجاهلية وزوجتين في الإسلام، منهن أم رومان وهي أم ولديه عبد الرحمن وعائشة رضي الله عنهما، ومنهن حبيبة بنت خارجة التي مات عنها وهي حامل، فولدت بعد موته أم كلثوم.
ومن أولاده - غير عبد الرحمن وعائشة - عبد الله الذي كان يأتيه بأخبار قريش حين هاجر مع النبي إلى المدينة. وقد جرح بالطائف ومات بجرحه بعد انتفاضه. وكان فيه شجاعة وأدب ورقة، وله شعر حسن يروى بعضه في زوجته المطلقة عاتكة بنت زيد وقصته معها من أدل أخبار هذه الأسرة على شعور أبي بكر بالأبوة والزوجية والواجب في وقت واحد، وأن المغالبة بين الرحمة والواجب في نفسه كانت مغالبة سجال.
وقد كانت عاتكة من أشهر نساء عصرها بالجمال والعقل والفطنة، ففتن بها عبد الله وشغل بها عن مصالحه وشئونه، فنصح له أبوه بطلاقها فطلقها، فما زال حتى ندم وألح به الندم على فراقها، وقال من شعره فيها:
أعاتك، لا أنساك ما ذر شارق
وما لاح نجم في السماء محلق
أعاتك، قلبي كل يوم وليلة
لديك بما تخفي النفوس معلق
لها خلق جزل ورأي ومنصب
وخلق سوي في الحياء مصدق
صفحة غير معروفة