وروى أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما أنعم الله على عبد من نعمة في أهل أو مال أو ولد وقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيه آفة دون الموت، ثم قرأ: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}. وعن مجاهد قال: إذا دخلك شيء من الطيرة فقل ما شاء الله لا قوة إلا بالله لا يأتي بالحسنات إلا الله ولا يدفع السيئات إلا الله ثم امض لوجهك. وروي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه قال: من ضل له ضالة فليصل ركعتين ثم ليقل بعد ما يفرغ من التشهد اللهم يا هادي الضالين ويا راد الضالة اردد علي ضالتي بعزتك وسلطانك فإنها من فضلك وعطائك. وروى سفيان الثوري بإسناده عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: إذا عسرت على المرأة ولادتها فليكتب بسم الله الذي لا إله إلا هو الحليم الكريم سبحان رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} {كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون} قال سفيان: يكتب في جام ويغسل الجام وتسقى ماءه. وروى أبان عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أصبح وقال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يصبه بلاء حتى يمسي، فإن قالها حين يمسي لم يصبه حتى يصبح)). وعن عثمان بن أبي العاص قال: ((أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بي وجع كاد أن يهلكني فقال: امسحه بيمينك سبع مرات وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد)) فقلت ذلك فبرئت. وروى أبو هريرة: ((أن رجلا من أسلم قال: ما نمت البارحة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من أي شيء؟ قال: لدغتني عقرب: فقال: أما إنك لو قلت أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق لم يضرك إن شاء الله تعالى)). وعن بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم أنه قال: من قال كلما عطس الحمد لله رب العالمين على كل حال أمن من وجع الضرس. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من سبق العاطس بالحمد لله رب العالمين أمن من الشوص واللوص والعلوص)) يعني إذا قال غير العاطس الحمد لله قبل حمد العاطس أمن من وجع السن ووجع الأذن ووجع البطن. وقال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: من قرأ عشر آيات من سورة البقرة أربع آيات من أولها وآية الكرسي وآيتان بعدها وثلاث آيات من آخر السورة، فإن قرأها في أول النهار لا يدخل الشيطان في ذلك البيت حتى يمسي، وإن قرأها أول الليل لا يدخله حتى يصبح، وإن قرئت على مجنون أفاق.
قال بعض المتقدمين: من تضافرت عليه النعم فليكثر من: الحمد لله، ومن كثرت همومه فليكثر: الاستغفار، ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله. وروي عن جعفر بن محمد رضي الله تعالى عنهما قال: عجبت لمن يبتلى بأربع كيف يغفل عن أربع : عجبت لمن يبتلى بالهم كيف لا يقول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لأن الله تعالى يقول: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} وعجبت لمن يخاف شيئا كيف لا يقول حسبي الله ونعم الوكيل لأن الله تعالى يقول: {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء} وعجبت لمن خاف الناس كيف لا يقول وأفوض أمري إلى الله لأن الله تعالى يقول: {فوقاه الله سيئات ما مكروا} وعجبت لمن رغب في الجنة كيف لا يقول: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} لأن الله تعالى يقول: {فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك} وبالله التوفيق، وهو حسبي في كل ضيق. أسأله الهداية للرشد والتحقيق، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين وآله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين.
صفحة ٤٢٨