(قال الفقيه): الناموس هو صاحب خبر الخير، والجاسوس هو صاحب خبر الشر، والسفير رسول يصلح بين الاثنين. قال ورقة: فإن كان صاحبك قد رأى هذا فهو نبي فرجعت إليه فأخبرته بذلك، فبينما هو جالس مع خديجة ذات يوم إذ رأى شخصا بين السماء والأرض، فقال: يا خديجة إني أرى شخصا بين السماء والأرض، فقالت: ادن مني فدنا منها فكشفت رأسها وجعلت رأسه على بطنها فقالت: هل تراه قال: لا، أعرض عني، فقالت له: أبشر فإنه ملك لو كان شيطانا ما استحى، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام على جبل حراء إذ ظهر له جبريل عليه السلام وبسط له بساطا كريما، ثم مسح قدمه بالأرض فنبع الماء وعلمه الوضوء ثم صلى به ركعتين وأخبره بالنبوة وقرأ عليه: {اقرأ باسم ربك} إلى قوله: {ما لم يعلم} فرجع إلى خديجة وأخبرها بذلك فآمنت به، وعلمها الوضوء والصلاة ثم أسلم أبو بكر، ثم علي. وقال بعضهم: أسلم علي ثم أبو بكر ثم بلال، ثم أسلم رفقاء أبي بكر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد وغيرهم، فلما أسلم عمر رضي الله تعالى عنه تم به أربعون رجلا.
الباب السادس والخمسون بعد المائة: في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
صفحة ٤٢١