الدالون على طريق الحق
هم سادات الناس وأشراف الخلق والدالون على طريق الحق لا تقولوا كما يقول بعض المتصوفة نحن أهل الباطن وهم أهل الظاهر هذا الدين الجامع باطنه لب ظاهره وظاهره ظرف باطنه لولا الظاهر لما بطن لولا الظاهر لما كان الباطن ولما صح القلب لا يقوم بلا جسد بل لولا الجسد لفسد والقلب نور الجسد
هذا العلم الذي سماه بعضهم بعلم الباطن هو إصلاح القلب فالأول عمل بالأركان وتصديق بالجنان
إذا انفرد قلبك بحسن نيته وطهارة طويته وقتلت وسرقت وزنيت وأكلت الربا وشربت الخمر وكذبت وتكبرت وأغلظت القول فما الفائدة من نيتك وطهارة قلبك
وإذا عبدت الله وتعففت وصمت وصدقت وتواضعت وأبطن قلبك الرياء والفساد فما الفائدة من عملك فإذا تعين لك أن الباطن لب الظاهر والظاهر ظرف الباطن ولا فرق بينهما ولا غنى لكليهما عن الآخر فقل نحن من أهل الظاهر وكأنك قلت من أهل الباطن قل نحن من أهل ظاهر الشرع وقد ذكرت باطن الحقيقة
صفحة ٨٤