هذا أساس مقاصد العارفين في السماع والتواجد وهذا العطاء ما هو بالرقص المحرم كما يزعم بعض الجهلاء من ممقوتي الفقراء هذا العطاء يحصل لرجل يملك خاطره ولا يجول بقلبه وسواس ولا يلتفت إلى عرض من أعراض الأكوان ولا يقصد إلا الله جلت عظمته ومن كان ملطخا بأوساخ الوسواس وأدناس الطبع عليه أن يذكر الله محافظا على أدب القول والحركة مهما أمكن وأن لا يخوض بحر الدعوى الكاذبة ويدعي منزلة القوم
ﵟألم يعلم بأن الله يرىﵞ
والله غيور وبهذا القدر كفاية
المنقادون للحق
أي سادة كونوا مع الشرع في آدابكم كلها ظاهرا وباطنا فإن من كان مع الشرع ظاهرا وباطنا كان الله حظه ونصيبه ومن كان الله حظه ونصيبه كان من أهل مقعد صدق عند مليك مقتدر
أي سادة منكم الفقهاء والعلماء أيضا ولكم مجال وعظ ودروس تقرؤونها وأحكام شرعية تذكرونها وتعملونها الناس إياكم أن تكونوا كالمنخل يخرج الدقيق الطيب ويمسك لنفسه النخالة وأنتم كذلك تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الغل في قلوبكم تطالبون حينئذ بقوله تعالى
ﵟأتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكمﵞ
إذا أحب الله عبدا جعل في قلبه الرأفة والشفقة لسائر المخلوقات وعود كفه السخاء وقلبه الرأفة ونفسه السماحة وبصره بعيوب نفسه حتى يستصغرها ولا يراها شيئا
العارف حزين إذا فرح الناس كئيب من غير يأس فرحه قليل وبكاؤه طويل مطلوبه محبوبه وهمه عيوبه وذنوبه
صفحة ٧٥