(رأيت غرابا ساقطا فوق قضبة ... من القضب لم ينبت لها ورق خضر)
فقلت:
(غراب لاغتراب، وقضبة ... لقضب النوى، هذي العيافة والزجر)
ومرة يزجرون على الأحوال فيكرهون الأعضب والأعور والناقص الخلق لما فيهم من التقصير عن التمام، ويكرهون الشيخ لإدبار عمره والأحدب لظهور عاهته، كما قال الشاعر:
(ولم أغد في أمر أؤمل نجحه ... فقابلني إلا غراب وأرنب)
(فإن كان من إنس فلا شك كافر ... وإلا فشيخ أعور العين أحدب)
وإنما يتشاءمون بالأرنب لقصر يديه فكأنه إذا مد يديه إلى شيء يريد نيله فقابله أرنب - وهو قصير اليد - فقد بين له أن يده تقصر عن نيل ما أراده، ومد إليه يده، وقد روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع بعض القافة وقد رأى رجل أسامة بن زيد ورجل أبيه - يقول: هذه أقدام بعضها من بعض فسر بذلك. وحكم أهل الحجاز بقول القافة في الولد ابن الأمة إذا جحده أبوه، أو شك فيه.
صفحة ٨١