رأيت العنكبوت ينسج خيوطه، ورأيت اليمامة تبيض وقد احتضنت بيضها على باب الغار.
ورأيت بعد قليل بضعة من الأعراب وقد قال قائلهم: هيا فلندخل هذا الغار، علنا نعثر عليه فيه.
وسمعت أحدهم يجيب: ولكن هذا الغار مهجور من زمن طويل، وها هو ذا العنكبوت ناسجا خيوطه على الباب، وأكثر من هذا أني أرى يمامة! أكبر الظن أنها محتضنة أفراخها.
ورأيت هذا النفر من الأعراب يعدلون عن الدخول، ويواصلون سيرهم في اقتفاء أثر الرسول.
وفي تلك الهنيهة نفسها رأيت بعيني مخيلتي أبا بكر وقد أوجس خيفة من أن يدخل كفار قريش الغار، اشتد حزنه على الرسول
صلى الله عليه وسلم ، وسمعته يقول: إن قتلت أنا فأنا رجل واحد، وإن قتلت أنت فقد هلكت الأمة. وسمعت الرسول يجيب: لا تخف، فإن الله ثالثنا. •••
لقد ذكرني موقف نبي الله وثقته في الله، قوله تعالى وهو أصدق القائلين:
من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ...
الآية.
إذن فقد كان الرسول
صفحة غير معروفة