البحور الزاخرة في علوم الآخرة

محمد بن أحمد السفاريني ت. 1188 هجري
86

البحور الزاخرة في علوم الآخرة

محقق

عبد العزيز أحمد بن محمد بن حمود المشيقح

الناشر

دار العاصمة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

الملك: إنَّ الله قد صيرك مُعظَّما فى أهل السموات وأهل الأرض، وقد وسمك بسمة الوقار في اسمك، وفي خلقك، أمّا اسمك فإنك تدعى في أهل السموات وأهل الأرض إبراهيم، وأمّا خَلْقك فقد أُنزل وقارًا ونورًا على شعرك. فأخبر سارة بما قال له الملك، وقال: هذا الذي كرهتيه نور ووقار. قالت: فإني كارهة له. قال: لكني أحُبّه، اللهم زدني نورًا ووقارًا، فأصبح وقد أبيضت لحيتُه كلّها (١). وفي الآثار النبويّة: "مَن شاب شيبة في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة" (٢)، ورُوي أنَّ رسول الله ﷺ قال: "إن الله ليستحي أن يعذّب ذا شيبة" ذكره القرطبي (٣). وعن أنس ﵁ عن النبي ﷺ قال: "قال الله: وعزتي وجلالي وفاقة خلقي إليّ إني لأستحيي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام"، ثم بكى فقيل له: ما يُبكِيك يا رسول الله قال: "أبكي ممّن يستحي اللهُ منه، وهو لا يستحي من الله" (٤).

(١) "التذكرة" ص ٦٦، وأورده في "فتح القدير" ٤/ ١٨٤ وفي إسناده متروك. (٢) هو جزء من حديث رواه أحمد في مسنده ٤/ ٢٣٥ - ٢٣٦ (١٨٥٦٤)، وأبن ماجه (٢٥٢٢)، والترمذي (١٦٣٤)، والنسائي ٦/ ٢٧ عن كعب بن مرة السلمي والحديث صحيح لغيره. (٣) "التذكرة" ص ٦٦. ذكره في كنز العمال (١٥/ ٤٢٦٧١، ٤٢٦٨٤). (٤) الحديث بهذا اللفظ رواه ابن حبان في "المجروحين" ٢/ ٢٦٧ وفي إسناده محمد بن عبد الله بن زياد: منكر الحديث. وروي دون قصة البكاء: رواه ابن عدي في "الكامل" ١/ ٣٥٧ وفي =

1 / 53