وَقَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ مبرزًا فِي عُلُوم اللِّسَان نَحوا ولغة وأدبًا، مُتَقَدما فِي الْكِتَابَة والفصاحة، جَامعا فنونًا من الْفَضَائِل والمعارف.
أَخذ عَن أبي الْحسن بن الباذش، وَأبي عَليّ الغساني، وَكَانَ مَعَ معارفه الجمة وخصاله الحميدة عِنْده غَفلَة. روى عَنهُ أَبُو الْحسن بن الضَّحَّاك وَابْنه عبد الْمُنعم.
وَألف شرح غَرِيب البُخَارِيّ.
مَاتَ بغرناطة لَيْلَة السبت الثَّامِن وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة.
٦٨ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن رضوَان بن أَرقم النميري الْوَادي آشي أَبُو خَالِد
قَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ متضلعًا من الْعَرَبيَّة قارضًا للشعر، مشاركًا فِي الْفَرَائِض والأحساب، جم التَّحْصِيل، كثير الِاجْتِهَاد، صَدرا فِي أهل الْحساب والمعارف والمروءات، جميل الْخلق، مليح البزة. خرج عَن بَلَده فِي الْفِتْنَة فقطن سبتة، ولازم ابْن أبي الرّبيع وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب، وكمل عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره، وانتفع بِهِ كثيرا، وَرجع إِلَى الأندلس، فَأخذ عَن ابْن الزبير.
ولي الْقَضَاء على حَدَاثَة سنه وأقرأ بِبَلَدِهِ، مَاتَ قَاضِيا ببسطة فِي يَوْم الْخَمِيس الرَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة، سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة. وَكتب على قَبره من شعره: ... أتيت إِلَى خالقي خاضعًا ... وَمن خَدّه فِي الثرى يخضعُ
وَإِن كنت وافيته مجرمًا ... فإنيَ فِي عَفوه أطمع
وَكَيف أَخَاف ذنوبًا مَضَت ... وَأحمد فِي زلتي يشفع!
فأخلصْ دعاءك يَا زائري ... لَعَلَّ الْإِلَه بِهِ ينفع ...
1 / 42