ـ[بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة]ـ
المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: ٩١١هـ)
المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم
الناشر: المكتبة العصرية - لبنان / صيدا
عدد الأجزاء: ٢
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
1 / 1
«صفحة فارغة»
1 / 2
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله خَالق الْوُجُود ومعدمه، ومانح الْفضل وملهمه، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا مُحَمَّد رَافع لِوَاء الدّين ومعلمه، وخافض لِوَاء الشّرك وميسمه. أما بعد:
فَأنى مذ نشأت وَأَنا أتشوق إِلَى كتاب يجمع أَخْبَار النَّحْوِيين؛ لمزيد اختصاصي بِهَذَا الْفَنّ؛ إِذْ هُوَ أول فنوني، وَالنَّوْع الَّذِي عنيت بِهِ قبل أَن تَجْتَمِع شئوني، فوقفت على طَبَقَات النُّحَاة الْبَصرِيين لأبي سعيد السيرافي؛ فَإِذا هِيَ كراسان، ثمَّ على كتاب مَرَاتِب النَّحْوِيين لأبي الطّيب عبد الْوَاحِد بن عَليّ الْحلَبِي اللّغَوِيّ؛ فَإِذا هُوَ أَربع كراريس. ثمَّ على طَبَقَات النُّحَاة لأبي بكر مُحَمَّد بن الْحسن الزبيدِيّ فَإِذا هُوَ جُزْء لطيف، ثمَّ على الْبلْغَة فِي طَبَقَات أَئِمَّة اللُّغَة للْقَاضِي مجد الدّين الفيروز آبادي صَاحب الْقَامُوس؛ وَهُوَ أَيْضا جُزْء لطيف.
فَلم أر فِي ذَلِك مَا يشفي العليل، وَلَا يسْقِي الغليل؛ فجردت الهمة فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة إِلَى جمع كتاب فِي طَبَقَات النُّحَاة، جَامع مستوعب للمهمات، وعمدت إِلَى التواريخ الْكِبَار الَّتِي هِيَ أصُول وأمات، وَمَا جمع عَلَيْهَا من فروع وتتمات، وطالعت مَا ينيف على ثَلَاثمِائَة مُجَلد.
من ذَلِك تَارِيخ بَغْدَاد لِلْحَافِظِ أبي بكر الْخَطِيب، عشر مجلدات، وَمن الذيل عَلَيْهِ لِلْحَافِظِ محب الدّين بن النجار، بضعَة عشر مجلدا، وَمن ذيله أَيْضا لِلْحَافِظِ أبي سعد السَّمْعَانِيّ، مُجَلد، وَمن ذيله أَيْضا لأبي عبد الله مُحَمَّد بن سعيد الدبيثي، مُجَلد، وَمن ذيله لِلْحَافِظِ تَقِيّ الدّين بن رَافع، مُجَلد، وتاريخ دمشق لِلْحَافِظِ أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر سَبْعَة وَخَمْسُونَ مجلدا، وتاريخ حلب للكمال بن العديم، عشر مجلدات.
1 / 3
وتاريخ نيسابور لِلْحَافِظِ أبي عبد الله الْحَاكِم، سِتّ مجلدات، والذيل الْمُسَمّى بالسياق عَلَيْهِ لعبد الغافر الْفَارِسِي، مُجَلد. وتاريخ أَصْبَهَان لِلْحَافِظِ أبي نعيم، مُجَلد، وتاريخ بَلخ، مُجَلد، وتاريخ إربل لأبي البركات بن الْمُسْتَوْفى، أَربع مجلدات. وتاريخ قزوين للرافعي.
وتاريخ عُلَمَاء الأندلس لأبي الْوَلِيد بن الفرضي، مُجَلد. والصلة عَلَيْهِ لأبي الْقَاسِم ابْن بشكوال، مُجَلد، وصلَة الصِّلَة لأبي جَعْفَر بن الزبير، مجلدان، والذيل والتكملة على الْمَوْصُول والصلة لِابْنِ عبد الْملك، تسع مجلدات، وَبَعض التكملة لأبي عبد الله مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن الْأَبَّار. وَمن تَارِيخ الأندلس لأبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي نصر الْحميدِي، مُجَلد. وَمن رَيْحَانَة التنفس فِي عُلَمَاء الأندلس لِابْنِ عَاتٍ، مُجَلد. وَالْمغْرب فِي حلى الْمغرب لعَلي ابْن سعيد الأندلسي، سِتّ مجلدات، والإحاطة فِي تَارِيخ غرناطة للسان الدّين بن الْخَطِيب، ثَمَان مجلدات.
وتاريخ مصر لأبي سعيد بن يُونُس، مُجَلد. وتاريخ الْيمن للجندي، مُجَلد، وتاريخ الْيمن للخزرجي، مجلدان. وتاريخ مَكَّة لِلْحَافِظِ تَقِيّ الدّين الفاسي، ثَلَاث مجلدات. والطالع السعيد فِي تَارِيخ الصَّعِيد للكمال الأدفوي، مُجَلد، والبدور السافرة فِي أدباء الْمِائَة السَّادِسَة، مُجَلد.
والرحلة لأبي الْقَاسِم التجِيبِي، ثَلَاث مجلدات، والنضار لأبي حَيَّان، مُجَلد. والرحلة الْمُسَمَّاة: ملْء العيبة فِيمَا جمع بطول الْغَيْبَة، فِي الرحلة إِلَى مَكَّة وطيبة، لِلْحَافِظِ محب الدّين بن رشيد، سِتّ مجلدات.
وَمن تَارِيخ من دخل مصر لِلْحَافِظِ زكي الدّين الْمُنْذِرِيّ الْمُسَمّى بالتكملة لوفيات النقلَة، مُجَلد، وصلَة التكملة لوفيات النقلَة لِلْحَافِظِ عز الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي، مُجَلد.
والأغاني لأبي فرج الْأَصْبَهَانِيّ، عشرُون مجلدا.
1 / 4
والتاريخ الْكَبِير لِلْحَافِظِ أبي عبد الله الذَّهَبِيّ، عشرُون مجلدا، وسير النبلاء لَهُ، أَرْبَعَة عشر مجلدا، والعبر لَهُ، مُجَلد، وطبقات الْقُرَّاء لَهُ، مُجَلد.
والتاريخ الْكَبِير للصلاح الصَّفَدِي وَهُوَ بِخَطِّهِ فِي أَكثر من خمسين مجلدا، وأعيان الْعَصْر لَهُ، سبع مجلدات.
وَمن المسالك لِابْنِ فضل الله، ثَلَاث مجلدات، وَمن تَارِيخ الْعِمَاد بن كثير، سِتّ مجلدات. والدرر الكامنة فِي أَعْيَان الْمِائَة الثَّامِنَة لِلْحَافِظِ أبي الْفضل بن حجر، مجلدان. وإنباء الْغمر بأبناء الْعُمر لَهُ، مجلدان. ومعجم السّفر للسلفي، مُجَلد.
وَمن تذكرة الْجمال يُوسُف بن أَحْمد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَسدي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف باليعموري، سِتّ مجلدات، ثَلَاث بِمَكَّة، وَثَلَاث بِالْقَاهِرَةِ بِخَطِّهِ، وَمن تذكرة الشَّيْخ تَاج الدّين بن مَكْتُوم، خمس مجلدات وفيهَا تراجم نحاة كَثِيرَة.
وَمن معاجم الْمُحدثين ومشيخاتهم مَا لَا يُحْصى كَثْرَة، كمعجم الزكي الْمُنْذِرِيّ والشرف الدمياطي، والأبيوردي، والصفي خَلِيل المراغي، والصغراوي، والذهبي، والسبكي وَولده، وَالْجمال بن ظهيرة.
وَمن كتب الْأَدَب وَالْأَخْبَار جملَة؛ كأمالي أبي عَليّ القالي، خمس مجلدات، وَمن أمالي أبي بكر بن دُرَيْد، مُجَلد، وَمن أمالي أبي بكر بن الْأَنْبَارِي، مُجَلد، وَمن الجليس والأنيس للمعافى بن زَكَرِيَّا، مُجَلد، والكامل للمبرد، مُجَلد، وأمالي ثَعْلَب، مُجَلد، وأمالي الزجاجي.
وَمن المجاميع الأدبية مَا لَا يُحْصى. وَبَعض طَبَقَات الْقُرَّاء لأبي عَمْرو الداني، وذيل طَبَقَات الْقُرَّاء للعفيف المطري.
فَجمعت كل مَا تضمنته هَذِه الْكتب الْمَذْكُورَة من تَرْجَمَة نحوي؛ طَالَتْ أَو قصرت، خفيت أخباره أَو اشتهرت؛ وأوردت من فوائدهم وأخبارهم ومناظراتهم وأشعارهم ومروياتهم ومفرداتهم مَا لم يجْتَمع فِي كتاب، بِحَيْثُ بلغت المسودة سبع مجلدات؛ فَلَمَّا حللت بِمَكَّة المشرفة سنة تسع وَسِتِّينَ، وقفت عَلَيْهَا صديقنا الْحَافِظ نجم الدّين
1 / 5
ابْن فَهد، جزاه الله تَعَالَى أحسن الْجَزَاء، وحباه أحسن الحباء؛ فَأَشَارَ عَليّ بِأَن ألخص مِنْهَا طَبَقَات فِي مُجَلد يحتوي على المهم من التراجم، وَيجْرِي مجْرى مَا أَلفه النَّاس من المعاجم؛ فحمدت رَأْيه، وشكرت لذَلِك سَعْيه؛ ولخصت مِنْهَا اللّبَاب فِي هَذَا الْكتاب، وَتركت تِلْكَ المسودة على حَالهَا من الزَّمَان مُدَّة؛ وَأَنا أعلم أَنه لَا همة لأحد فِي تَحْصِيلهَا، وَلَا الْإِحَاطَة بجملتها وتفصيلها.
فَلَمَّا كتبت على مغنى اللبيب الْحَاشِيَة الْمُسَمَّاة بِالْفَتْح الْقَرِيب وَكَانَ من الْأُمُور الَّتِي أودعها الْبَدْر الدماميني وَشَيخنَا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الشمني حاشيتيهما الْكَلَام على يسير من الشواهد وتراجم يسيرَة من النُّحَاة، خشيت إِن أَنا أودعت ذَلِك الْحَاشِيَة أَن تطول، وَالْإِنْسَان سئوم ملول؛ فاقتصرت فِي الْحَاشِيَة على الْمسَائِل النحوية، وأبيات الْمُحدثين المروية، وأفردت للشواهد الْعَرَبيَّة كتابا حافلا، وشرحا بأعباء جَمِيعهَا كافلا.
ثمَّ أفردت كتابا ثَالِثا لتراجم من فِيهِ من النُّحَاة، مَبْسُوط التراجم لمن انتحاه؛ فَأخذت فِيهِ ثلث تِلْكَ المسودة، وَالثلث كثير؛ وأوردت فِيهَا الدُّرَر تترى مَا بَين نظم ونثير؛ وَمَا لم يدْخل فِيهِ من الْفَوَائِد والفرائد، والألغاز والزوائد، والمناظرات والمحاورات، والفتاوى والواقعات، وَالْغرر اللامعات؛ أفردت لَهَا كتاب الْأَشْبَاه والنظائر النحوية.
فَلم يضع شَيْء بِحَمْد الله من تِلْكَ المسودة الحاوية المحوية، وألغى عَنْهَا الِاسْم الاول، وَصَارَ الِاعْتِمَاد فِي الطَّبَقَات الجامعة على هَذِه والمعول، وسميتها: " بغية الوعاة، فِي طَبَقَات اللغويين والنحاة ".
وَالله أسأَل الْإِعَانَة والسداد، وَالْهِدَايَة إِلَى سَبِيل الرشاد.
1 / 6
بَاب المحمدين
١ - مُحَمَّد بن آدم بن كَمَال أَبُو المظفر الْهَرَوِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ عبد الغافر الْفَارِسِي فِي تَارِيخ نيسابور الْمُسَمّى بالسياحة: أستاذ كَامِل، إِمَام فِي الْأَدَب والنحو والمعاني، برز على أقرانه وَمن تقدمه باستخراج الْمعَانِي، وَشرح الأبيات والأمثال. قَرَأَ على الْأُسْتَاذ أبي بكر الْخَوَارِزْمِيّ وَأبي الْعَلَاء صاعد وَغَيرهمَا، وتصدر لإقراء النَّحْو وَالصرْف وَالتَّفْسِير. وَلم يحدث لاشتغاله بِغَيْرِهِ لَا لعدم سَمَاعه. وَله فِي الْأُصُول يَد على طَريقَة أهل الْعدْل. شرح الحماسة، وديوان المتنبي، والإصلاح، وأمثال أبي عُبَيْدَة؛ وَغير ذَلِك.
مَاتَ بَغْتَة سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
٢ - مُحَمَّد بن أبان بن سيد بن أبان اللَّخْمِيّ أَبُو عبد الله الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن الفرضي فِي تَارِيخ الأندلس: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة، حَافِظًا للْأَخْبَار والْآثَار وَالْأَيَّام والمشاهد والتواريخ. أَخذ عَن أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ وَغَيره، وَولى أَحْكَام الشرطة، وَكَانَ مكينًا عِنْد الْمُسْتَنْصر، وَألف كتبا. وَمَات سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة.
1 / 7
٣ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن التجِيبِي المراكشي المولد، التّونسِيّ الأَصْل والوطن، أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
قَالَ أَبُو الْقَاسِم التجِيبِي فِي رحلته: شيخ جليل، لَهُ الْمعرفَة التَّامَّة بِالْعَرَبِيَّةِ، والمشاركة فِي غَيرهَا. ولد يَوْم الِاثْنَيْنِ عَاشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وسِتمِائَة، وَسمع أَبَاهُ، وَمُحَمّد ابْن يحيى بن هِشَام الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ وخلقا، وَأَجَازَ لَهُ عبد الله بن سُلَيْمَان بن حوط الله؛ وَهُوَ آخر من روى عَنهُ. وَقَرَأَ النَّحْو على وَالِده وَابْن هِشَام الْمَذْكُور، ولازمه وانتفع بِهِ.
مَاتَ بتونس لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل جُمَادَى الأولى سنة سِتّمائَة وَسبع وَتِسْعين.
٤ - مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَيْهَقِيّ أَبُو سعيد
قَالَ عبد الغافر فِي السِّيَاق: فَاضل، متدين، حسن العقيدة؛ صنف فِي اللُّغَة كتبا، مِنْهَا الْهِدَايَة، والغنية؛ وَكَانَ ماهرا فِيهَا. سمع الحَدِيث من شيخ الْإِسْلَام الصَّابُونِي، وناصر الدّين الْمروزِي.
٥ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الجذامي الغرناطي، ابْن الْحَاج أَبُو عبد الله
يعرف بالفنقل. قَالَ ابْن الزبير فِي الصِّلَة: كَانَ أستاذًا مقرئًا، فَقِيها عَارِفًا
1 / 8
بالنحو واللغة وَالْأَدب وَعلم الْكَلَام. روى عَن ابْن الباذش وغالب بن عَطِيَّة، وَولي الْقَضَاء بجيان وَغَيرهَا، روى عَنهُ عبد الرَّحِيم بن الْفرس.
مَاتَ بمرسية بعد سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة.
٦ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جَابر الجذامي الْوَادي آشي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ من أهل التفنن والمعرفة والإمامة فِي صناعَة الْعَرَبيَّة، انْتفع بِهِ أهل بَلَده وَغَيرهم، اجْمَعْ على فَضله وَدينه. مَشْهُور فِي قطره، قَرَأَ على أبي الْعَبَّاس بن عبد النُّور وانتفع بِهِ، وَخَلفه بعد مَوته فِي التدريس.
مَاتَ سنة تسع وَسَبْعمائة.
٧ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حبيب بن سَمُرَة بن جُنْدُب الصَّحَابِيّ أَبُو عبد الله الْفَزارِيّ
قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء: كَانَ نحويًا ضابطًا جيد الْخط، أَخذ عَن الْمَازِني، وَقَرَأَ عَليّ الْأَصْمَعِي كتاب الْأَمْثَال لَهُ، وَكَانَ يَقُول: من زعم أَنه قَرَأَهُ عَلَيْهِ غَيْرِي فقد كذب.
وَكَانَ عَالما بالنجوم؛ وَله فِيهَا قصيدة.
1 / 9
٨ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن دادا الجرباذقاني أَبُو جَعْفَر
قَالَ ياقوت: نحوي لغَوِيّ أديب فَقِيه شَافِعِيّ فَرضِي، مُحدث كَاتب زاهد، عَالم نبيل، أثنى عَلَيْهِ أَحْمد بن صَالح بن شَافِع، وَقَالَ: صنف كتبا فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا، وَلَو عَاشَ لَكَانَ صدر الْآفَاق.
قيل: مَاتَ فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
٩ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الأديب النَّيْسَابُورِي أَبُو بكر النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور، وَقَالَ: سمع إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَيزِيد بن صَالح الْقُرَّاء، روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس بن هَارُون.
١٠ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله
كَذَا قَالَ ابْن حجر، وَرَأَيْت بِخَطِّهِ: " ابْن أبي بكر الشطنوفي " الشَّيْخ شمس الدّين النَّحْوِيّ. ولد بعد الْخمسين وَسَبْعمائة، وَقدم الْقَاهِرَة شَابًّا واشتغل بالفقه، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، وتصدر بالجامع الطولوني فِي الْقرَاءَات، وَفِي الحَدِيث بالشيخونية، وانتفع بِهِ الطّلبَة، وَسمع الحَدِيث وَحدث، وَلم يرْزق الْإِسْنَاد العالي، وَكَانَ كثيرَ التَّوَاضُع، مشكور السِّيرَة.
1 / 10
مَاتَ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. أَخذ عَنهُ النَّحْو جمَاعَة؛ مِنْهُم شَيخنَا الإِمَام النَّحْوِيّ تَقِيّ الدّين الشمني؛ وَحدثنَا عَنهُ خلق، مِنْهُم شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين البُلْقِينِيّ وَغَيره.
١١ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الرعيني الوشقي
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة وَالتَّصَرُّف فِي علم الْعَرَبيَّة وَالْأَدب واللغة، مشاركًا فِي غير ذَلِك، بارع الْخط، حسن الوراقة. اختصر تَفْسِير ابْن عَطِيَّة اختصارًا حسنا.
١٢ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن الْمُنْذر الْقرشِي الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بالمصنوع
قَالَ ابْن الفرضي: أَخذ عَن أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ - وَكَانَ من ثقاة أَصْحَابه - وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ علم اللُّغَة، لم يكن لَهُ فِي غَيرهَا من الْعُلُوم حَظّ، وَكَانَ يُوصف بالضبط وَحسن النَّقْل.
ولد سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة، وَمَات لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين.
١٣ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد السَّلَام التَّمِيمِي، أَبُو عبد الله
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ فَقِيها جَلِيلًا مشاورًا حَافِظًا للنحو وَالْأَدب واللغة وَالْكِتَابَة. أَخذ عَن أبي مُحَمَّد الفازازي، وناظر فُقَهَاء غرناطة ورحل إِلَى إشبيلية، وَأخذ عَن شيوخها، وَولي الْأَحْكَام بمالقة وَالْقَضَاء بغرناطة، فتوخى الْحق.
وَمَات سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
1 / 11
١٤ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمرَان بن مُوسَى الْجُورِي أَبُو بكر
قَالَ الْحَاكِم: كَانَ من الأدباء المنقرين، عَلامَة فِي الْأَنْسَاب وعلوم الْقُرْآن، نزل نيسابور مُدَّة، وَكثر الِانْتِفَاع بِهِ. وَسمع ابْن درسْتوَيْه وَابْن دُرَيْد وأقرانهما.
وجاءنا نعيه من فَارس سنة ارْبَعْ وَخمسين وثلاثمائة.
١٥ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم بن عنان الْمَيْدُومِيُّ، أَبُو عبد الله شرف الدّين
كَانَ عَارِفًا بالقراءات والنحو والْحَدِيث، سليم الْبَاطِن، على سمت السّلف، ذَا صَلَاح وَخير.
قَالَ الذَّهَبِيّ: وَكَانَ خصيصًا بِالْحَافِظِ الْمُنْذِرِيّ، وليَ خزانَة كتب الكاملية ثمَّ طلب لمشيختها فَامْتنعَ، ثمَّ وَليهَا إِلَى أَن مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة. وَكَانَت جنَازَته حافلة. ومولده بِالْقَاهِرَةِ سنة إِحْدَى عشرَة، وَسمع الحَدِيث من ابْن رواح وَابْن الجميزي. وَحدث عَنهُ القطب الْحلَبِي، وَابْن الظَّاهِرِيّ، والبدر الفارقي.
1 / 12
١٦ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن المفرج الأوسي الإشبيلي الْمَعْرُوف بِابْن الدّباغ
قَالَ لِسَان الدّين بن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ وحيد عصره فِي حفظ مَذْهَب مَالك، وَفِي عقد الوثائق وعللها عَارِفًا بالنحو واللغة وَالْأَدب وَالْكِتَابَة وَالشعر والتاريخ كثير البشاشة والانقباض، طيب النَّفس جميل الْعشْرَة، شَدِيد التَّوَاضُع، صبورًا على المطالعة، سهل الْأَلْفَاظ فِي تَعْلِيمه. أَخذ عَن وَالِده وَأبي الْحسن الدباج وَغَيرهمَا، وأقرأ بِجَامِع غرناطة مُدَّة.
وَمَات برندة يَوْم الْجُمُعَة مستهل شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
١٧ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي نصر الإِمَام أَبُو عبد الله بهاء الدّين ابْن النّحاس الْحلَبِي النَّحْوِيّ شيخ الديار المصرية فِي علم اللِّسَان
ولد فِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْجمال ابْن عمرون، والقراءات عَن الْكَمَال الضَّرِير، وَسمع الحَدِيث من ابْن اللتي وَابْن يعِيش وَأبي الْقَاسِم بن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل وَطَائِفَة، وَدخل مصر، وَأخذ عَن بقايا شيوخها، ثمَّ جلس للإفادة، وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة وفضلاء الْأَدَب. وَكَانَ من الأذكياء، وَله خبْرَة بالْمَنْطق وإقليدس وَكتب الْخط الْمَنْسُوب. وَهُوَ مَشْهُور بِالدّينِ والصدق وَالْعَدَالَة، مَعَ اطراح الكلفة وَصغر الْعِمَامَة، حسن الْأَخْلَاق، فِيهِ ظَرف النُّحَاة وانبساطهم، وَله صُورَة كَبِيرَة فِي صُدُور النَّاس. وَكَانَ بعض الْقُضَاة إِذا انْفَرد بِشَهَادَة حكمه فِيهَا وثوقًا بِدِينِهِ. وَكَانَ مَعْرُوفا بِحل المشكلات والمعضلات، وَله أوراد من الْعِبَادَة والتلاوة وَالذكر وَالصَّلَاة، ثِقَة حجَّة، يسْعَى فِي مصَالح النَّاس، واقتنى كتبا نفيسة، وَلم يتَزَوَّج، وَلم يَأْكُل الْعِنَب قطّ، قَالَ لِأَنِّي أحبه
1 / 13
فآثرت أَن يكون نَصِيبي فِي الْجنَّة؛ وَلما كملت المنصورية بَين القصرين فوض إِلَيْهِ تدريس التَّفْسِير بهَا.
قَالَ أَبُو حَيَّان - وَهُوَ من تلامذته -: كَانَ هُوَ وَالشَّيْخ محيي الدّين المازوني شَيْخي الديار المصرية، وَلم ألق أحدا أَكثر سَمَاعا مِنْهُ لكتب الْأَدَب، وَتفرد بِسَمَاع صِحَاح الْجَوْهَرِي، وَكَانَ لَا يَأْكُل شَيْئا وَحده، وَينْهى عَن الْخَوْض فِي العقائد، وليَ تدريس التَّفْسِير بالجامع الطولوني، وَلم يصنّف شَيْئا إِلَّا مَا أملاه شرحا لكتاب " المقرب ". مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة. وَله: ... الْيَوْم شَيْء وَغدا مثله ... مِنْ نُخَبِ الْعلم الَّتِي تلْتَقط
يحصل الْمَرْء بهَا حِكْمَة ... وَإِنَّمَا السَّيْل اجْتِمَاع النقط ...
نقلنا عَنهُ فِي أول جمع الْجَوَامِع قَوْله: إِن الْحَرْف مَعْنَاهُ فِي نَفسه، على خلاف قَول النُّحَاة قاطبة: إنّ مَعْنَاهُ فِي غَيره.
١٨ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد السبتي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ أَبُو الطّيب قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي: كَانَ من الْعلمَاء العاملين وَالْفُقَهَاء الْفُضَلَاء الأدباء، قَرَأَ على النَّحْو عَن ابْن أبي الرّبيع، وَاخْتصرَ شرح الْإِيضَاح لَهُ، وَسمع من الْمجد بن دَقِيق الْعِيد، وقرأعليه بِمَدِينَة قوص.
وَمَات بهَا سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة.
1 / 14
١٩ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مشرب بن ذرْوَة الْأَشْجَعِيّ
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أبْصر أهل زَمَانه باللغة وَالشعر.
٢٠ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رِفَاعَة كَمَال الدّين أَبُو الْفتُوح القوصيّ
ولد بهَا فِي سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة، وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة. وَكَانَ عَالما متفننًا فِي الْفِقْه والأصلين، والنحو واللغة وَالتَّفْسِير وتقلد الْقَضَاء بِالْأَعْمَالِ القوصية عدَّة سِنِين.
ذكره المقريزي فِي المقفي.
٢١ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن عبد السَّلَام أَبُو عبد الله الطليطلي والأنصاري، ابْن شقّ اللَّيْل
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ فَقِيها مالكيًا نحويًا لغويًا حَافِظًا، يعرف الرِّجَال والعلل، مليح الْخط، حسن الْفَضِيلَة، جيد الْمُشَاركَة فِي الْفُنُون، كثير التصانيف؛ وَله شعر.
مَاتَ سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
1 / 15
٢٢ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن حَامِد تَاج الدّين المراكشي
قَالَ قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين بن السُّبْكِيّ فِي طبقاته الشَّافِعِيَّة: كَانَ فَقِيها نحويًا متفننًا مواظبًا على طلب الْعلم جَمِيع نَهَاره وغالب ليله، يستفرع فِيهِ قواه، ويدع من أَجله طَعَامه وَشَرَابه. وَكَانَ ضريرًا فَلَا يفتر عَن الطّلب إِلَّا إِذا لم يجد من يطالع لَهُ. مولده بعد السبعمائة. وَأخذ عَن الْعَلامَة القونوي وَغَيره، [وتأدب بالشيخ زكيّ الدّين ابْن القونع]، وَأعَاد بقبة الشَّافِعِي، ثمَّ دخل دمشق ودَرس بالمسرورية ثمَّ تَركهَا للشَّيْخ تقيّ الدّين السبكيّ لِأَنَّهُ رأى فِي شَرط واقفها أَن يكون الْمدرس عَالما بِالْخِلَافِ.
مَاتَ فَجْأَة يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشر جُمادى الْآخِرَة سنة سَبْعمِائة واثنتين وَخمسين.
وَمن شعره: ... قلَّة الْحَظ يَا فَتى ... صيرتني مجهَّلاَ
وجهولٍ بحظه ... صَار فِي النَّاس أكمَلا ...
1 / 16
٢٣ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم القرشيّ العامريّ الْخَطِيب النحويّ الشِّلبيّ
وَأَصله من باجة، ذكره الصفديّ. وَمن نظمه وَأمر أَن يكْتب على قَبره: ... لَئِنْ نُفِّذَ القَدَرُ السابقُ ... بموتي كَمَا حَكَمَ الخالقُ
فقدْ ماتَ والدُنا آدمٌ ... وماتَ محمدٌ الصادقُ
وماتَ الملوكُ وأشياعهمْ ... ولمْ يبقَ من جمعهمْ ناطقُ
فقلْ للّذي سرّه مهلَكِي ... تأهّبْ فَإنَّك بِي لاحقُ ...
٢٤ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو عَامر الصُّورِي النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: روى عَن عبد الله بن ذكْوَان، وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ، وَآخَرُونَ.
٢٥ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم العوامي
يعرف بِالْقَاضِي. قَالَ ياقوت: لَهُ كتاب الْإِصْلَاح والإيضاح فِي النَّحْو.
مَاتَ بعد الْخمسين والثلاثمائة.
٢٦ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الجرباني، ثمَّ الدِّمَشْقِي النَّحْوِيّ
قَالَ شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر فِي إنباء الْغمر: ولد قبل الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة. وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة، تفقه بِابْن مُفْلِح حَتَّى برع، وَأفْتى، وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة؛ مَعَ الْفِقْه والصيانة والذكاء وَحسن الْإِيرَاد.
مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
1 / 17
٢٧ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن يحيى الوشَّاء النحويّ أَبُو الطّيب
كَذَا ذكره ياقوت. وَقَالَ غَيره: مُحَمَّد بن إِسْحَاق.
قَالَ الْخَطِيب فِي تَارِيخ بَغْدَاد: كَانَ من أهل الْأَدَب، حسن التصنيف، مليح التَّأْلِيف، أخباريًا. أَخذ عَن ثَعْلَب والمبرد، وروى عَن عبد الله بن أسعد الْوراق وطبقته، وروت عَنهُ منية جَارِيَة أم الْمُعْتَمد، وَكَانَ نحويًا معلما لمكتب الْعَامَّة.
وَله من التصانيف: الْجَامِع فِي النَّحْو، الْمُخْتَصر فِيهِ، الْمَقْصُور والممدود، الْمُذكر والمؤنث، الْفرق، خلق الْإِنْسَان، خلق الْفرس، المثلث، الحنين إِلَى الأوطان، الزَّاهِر فِي الْأَنْوَار والزهر، وَغير ذَلِك.
وَمن نظمه: ... لَا صبرَ لي عَنْك سوَى أنَّني ... أرْضى من الدَّهر بِمَا يُقدَرُ
مَنْ كَانَ ذَا صَبر فَلَا صبرَ ليِ ... مثليَ عَن مثلكَ لَا يصبرُ ...
٢٨ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن كيسَان أَبُو الْحسن النحويّ
قَالَ الزبيدِيّ: وَلَيْسَ هَذَا بالقديم الَّذِي لَهُ [فِي] الْعرُوض والمعمّى [كتاب] .
قَالَ الْخَطِيب: يحفظ الْمَذْهَب الْبَصْرِيّ والكوفي فِي النَّحْو، لِأَنَّهُ أَخذ عَن الْمبرد وثعلب؛ وَكَانَ أَبُو بكر بن مُجَاهِد، يَقُول: إِنَّه أنحى مِنْهُمَا.
1 / 18
قَالَ ياقوت: لكنّه إِلَى مَذْهَب الْبَصرِيين أميل.
وَكَانَ ابْن الْأَنْبَارِي يَقُول: خلط المذهبين فَلم يضْبط مِنْهُمَا شَيْئا.
قَالَ أَبُو حَيَّان التوحيدي: مَا رَأَيْت مَجْلِسا أكثرَ فَائِدَة، وَأجْمع لأصناف الْعُلُوم والتحف والنتف من مَجْلِسه. وَكَانَ يجْتَمع على بَابه نَحْو مائَة رَأس من الدَّوَابّ للرؤساء والأشراف الَّذين يقصدونه، وَكَانَ إقباله على صَاحب المرقعة والخلق كإقباله على صَاحب الديباج وَالدَّابَّة والغلام.
وَمن تصانيفه: الْمُهَذّب فِي النَّحْو، غلط أدب الْكَاتِب، اللامات، الْبُرْهَان، غَرِيب الحَدِيث، مَعَاني الْقُرْآن، علل النَّحْو، مصابيح الْكتاب، مَا اخْتلف فِيهِ البصريون والكوفيون، وَغير ذَلِك.
قَالَ الْخَطِيب: مَاتَ لثمان خلون من ذِي الْقعدَة سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
قَالَ ياقوت: هَذَا لَا شكّ سَهْو؛ فَفِي تَارِيخ أبي غَالب همام بن الْفضل بن الْمُهَذّب المغربي: إِنَّه مَاتَ سنة عشْرين وثلثمائة.
٢٩ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْأَزْهَر بن طَلْحَة بن نوح الْأَزْهَرِي اللّغَوِيّ الأديب الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي أَبُو مَنْصُور
ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَأخذ عَن الرّبيع بن سُلَيْمَان، ونفطويه، وَابْن السراج. وَأدْركَ ابْن دُرَيْد وَلم يرو عَنهُ. وَورد بَغْدَاد وأسرته القرامطة، فَبَقيَ فيهم دهرًا طَويلا. وَكَانَ رَأْسا فِي اللُّغَة، أَخذ عَن الْهَرَوِيّ صَاحب الغريبين.
1 / 19
وَله من التصانيف: التَّهْذِيب فِي اللُّغَة، تَفْسِير أَلْفَاظ مُخْتَصر الْمُزنِيّ، التَّقْرِيب فِي التَّفْسِير، شرح شعر أبي تَمام، الأدوات، وَغير ذَلِك.
وَكَانَ عَارِفًا بِالْحَدِيثِ، عالي الْإِسْنَاد، ثخين الْوَرع.
مَاتَ فِي ربيع الْآخِرَة سنة سبعين وثلاثمائة.
٣٠ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن بصخان بدر الدّين أَبُو عبد الله ابْن السراج الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: ولد سنة سِتّمائَة وثمان وَسِتِّينَ، وَقَرَأَ على الرِّضَا بن دبوقا، وَالْجمال الفاضلي، والدمياطي، والشرف الْفَزارِيّ، ولازمه. وَأَقْبل على الْعَرَبيَّة، وأحكمها. وَسمع الحَدِيث من الفاروثي وَغَيره، وتصدى بِدِمَشْق لإقراء الْقُرْآن والنحو، وقصده الطّلبَة، وَظَهَرت قصائده، وبهرت معارفه، وَبعد صيته. ثمَّ إِنَّه أَقرَأ لأبي عَمْرو بإدغام الْحمير لتركبوها، وَرَآهُ سائغا فِي الْعَرَبيَّة، وَالْتزم إِخْرَاجه من القصيد. وصمم على ذَلِك، فَقَامَ عَلَيْهِ ابْن الزملكاني وَغَيره، وَطَلَبه ابْن صصري وروجع فصمم، فَمنع من الإقراء بذلك، فتألم وَامْتنع من الإقراء جملَة، ثمَّ أَقرَأ بالجامع، وَجلسَ للإفادة، وازدحم عَلَيْهِ الطّلبَة، ثمَّ ولي مشيخة التربة الصالحية بعد الْمجد التّونسِيّ بِحكم أَنه أَقرَأ أهل دمشق، وَلم يطْلب جِهَة مَعَ كَمَال أَهْلِيَّته. وَكَانَ حسن البزة والعمة، منور الشيبة، طيب النغمة، جيد الْأَدَاء، وَكَانَ يدْخل الْحمام وعَلى رَأسه لباد، فَإِذا اغْتسل رَفعه وَإِذا فرغ أَعَادَهُ؛ فأورثه ضعفا فِي الْبَصَر.
وَدخل يَوْمًا هُوَ والنجم القحفازي دربا فِيهِ ظروف زَيْت، فعثر فِي أَحدهَا، فَقَالَ النَّجْم: تعسنا فِي ظرف الْمَكَان؛ فَقَالَ ابْن بصخان: لِأَنَّك تمشي بِلَا تَمْيِيز، فَقَالَ: إِن ذَا حَال نحس.
أجَاز للصلاح الصَّفَدِي، وَمَات فِي خَامِس ذِي الْحجَّة سنة سَبْعمِائة وَثَلَاث وَأَرْبَعين.
1 / 20