٦٤ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشريف أَبُو عبد الله الْخُشَنِي السبتي النَّحْوِيّ الْعَلامَة
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ هَذَا الْفَاضِل جملَة من جمل الْكَمَال، رحْلَة الْوَقْت فِي التبريز بعلوم اللِّسَان، حائز الْفَضَائِل فِي ميادينها، عَرَبِيَّة غزيرة الْحِفْظ، مقنعة الشَّمَائِل مستجرة الْحِفْظ، أصيلة التجويد، بريَّة عَن النَّوك والغفلة، مرهفة باللغة والغريب وَالْخَبَر والتاريخ وَالْبَيَان وصناعة البديع وميزان الْعرُوض وَعلم القافية، وتقدما فِي الْأَحْكَام، وتدريسًا للفقه، بارع التصنيف غزير الْحِفْظ، حَاضر الذّكر، فصيح اللِّسَان.
قَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه، والعربية على أبي عبد الله بن هَانِئ، وانتفع بِهِ، وروى عَن أبي عبد الله بن رُشيد، وَولي ديوَان الْإِنْشَاء بغرناطة، ثمَّ الْقَضَاء والخطابة بهَا، فصدع بِالْحَقِّ والمهابة، ثمَّ عزل عَن الْقَضَاء بِلَا زلَّة، فتصدى للإقراء وتدريس الْفِقْه والعربية، ثمَّ ولي قَضَاء وَادي آش، ثمَّ أُعِيد إِلَى قَضَاء غرناطة، وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ.
وَله تصانيف بارعة، مِنْهَا تَقْيِيد جليل على التسهيل، وَشرح بديع قَارب التَّمام، وَشرح مَقْصُورَة ابْن حَازِم، وَشرح الخزرجية.
مولده بسبتة فِي سادس ربيع الآخر سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَمَات بغرناطة فِي أَوَائِل شعْبَان سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة.
وَمن شعره: ... كم قلت للرشاء الَّذِي مَا عَنهُ لي ... صبرٌ وَلَا لي عَن هواهُ بَراحُ
مَا لاحَ خالُك والسَّواد شعارهُ ... إلَّا انثنيتُ ودمعيَ السفاحُ ...
1 / 39