بَغْدَاد، وَسمع من ابْن كُلَيْب وَتوجه إِلَى أَصْبَهَان، وَسمع من أبي جَعْفَر الصيدلاني، ثمَّ بِلَاد الْجَبَل، وَسكن الكرج، وانتقل إِلَى بروجرد، وَأقَام يقرئ الْأَدَب ز أَخذ عَنهُ ابْن النجار.
وصنف الْبَيَان والتبيين فِي أَنْسَاب الْمُحدثين، وَالْبَيَان فِيمَا أبهم من الْأَسْمَاء فِي الْقُرْآن، وَشرح الْإِيضَاح فِي النَّحْو فِي خَمْسَة عشر مجلدا، وَشرح المقامات، وَكتاب شرح اليميني، فِي مُجَلد، وأقسام البلاغة وَأَحْكَام الصِّنَاعَة، فِي مجلدين.
قَتله التتار فِي شهر رَجَب سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة.
وَله ملغزًا فِي حَازِم: ... اسْم من رِيقه مدوف براحِ ... وصف ألحاظه المراض الصِّحَاح
بعد قلبٍ لَهُ وتصحيف حرفٍ ... مِنْهُ فاكشفه يَا أَخا الالتماحِ
واطلب الشّعْر فَهُوَ فِيهِ مُسَمّى ... غيرَ أَن البليد لَيْسَ بصاحِ ...
٤١ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن سهل الوَاسِطِيّ أَبُو غَالب الْمَعْرُوف بِابْن بَشرَان
قَالَ ياقوت: أحد الْأَئِمَّة المعروفين، جَامع أشتات الْعُلُوم، قرن بَين الدِّرَايَة والفهم وَالرِّوَايَة، وَشدَّة الْعِنَايَة، صَاحب نَحْو ولغة وَحَدِيث وأخبار وَدين وَصَلَاح، وَإِلَيْهِ كَانَت الرحلة فِي زَمَانه، وَهُوَ عين وقته وأوانه. وَكَانَ مَعَ ذَلِك ثِقَة ضابطًا محررًا حَافِظًا، أَخذ عَن أبي الْحُسَيْن بن دِينَار الْكَاتِب، وَابْن كردان، وَغَيرهمَا. وَكَانَ مكثرًا حسن المحاضرة؛ إِلَّا أَنه لَا ينْتَفع بِهِ أحد. وَكَانَ معتزليًا.
مولده سنة ثَمَانِينَ وثلاثمائة، وَمَات بواسط خَامِس عشر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة.
وَله: ... لما رَأَيْت سلوى غير مُتَّجه ... وَأَن عزم اصْطِبَارِي عادَ معلولا
دخلت بالرغم مني تَحت طاعتكم ... ليقضي الله أمرا كَانَ مَفْعُولا ...
1 / 26