وَمن شعره: ... كلما اخْتَرْت أَن ترى يُوسُف الْحسن ... فَخذ فِي يَمِينك الْمرْآة
فانظرن فِي صفائها تبصرنه ... واعذرن من لأجل ذَا الْحسن مَاتَا
لَا يَذُوق الرقاد شوقًا إِلَيْهِ ... قلق الْقلب لَا يُطيق ثباتا ...
قَالَ الصَّفَدِي: قد حقق الشَّيْخ بدر الدّين مَا قيل فِي شعر النُّحَاة من الثّقل.
٣١ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي أَبُو عبد الله التلمساني
قَاضِي الْجَمَاعَة بفاس.
قَالَ ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ مشارًا إِلَيْهِ؛ اجْتِهَادًا ودءوبًا وحفظا وعناية واطلاعًا ونقلًا ونزاهة. يقوم أتم الْقيام على الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَالتَّفْسِير، ويحفظ الحَدِيث وَالْأَخْبَار، والتاريخ والآداب، ويشارك مُشَاركَة فاضلة فِي الْأَصْلَيْنِ والجدل والمنطق، وَيكْتب ويشعر، مصيبًا غَرَض الإجادة، وَيتَكَلَّم فِي طَرِيق الصُّوفِيَّة، ويعتني بالتدوين فِيهَا؛ شَرق وَحج، وَلَقي الأجلاء، وَعَاد إِلَى بَلَده، فأقرأ وَانْقطع إِلَى خدمَة الْعلم، وَتقدم عِنْد السُّلْطَان أبي عنان، فولاه قَضَاء الْجَمَاعَة بفاس، فأنفذ الْحق وألان الْكَلِمَة، وخفض الْجنَاح، وأحبته الْخَاصَّة والعامة. أَخذ الْعلم عَن جمَاعَة مِنْهُم عبد الْمُهَيْمِن بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ النَّحْوِيّ، وبمصر عَن أبي حَيَّان، وَالشَّمْس الْأَصْفَهَانِي، وَابْن اللبان، وَابْن عَدْلَانِ، وبمكة عَن الرضى إِمَام الْمقَام، وبدمشق عَن الشَّمْس ابْن قيم الجوزية، وصنف فِي الْفِقْه والتصوف.
قَالَ ابْن الْخَطِيب: اتَّصل بِنَا نعيه فِي الْمحرم - وَأرَاهُ مَاتَ فِي الْحجَّة من الْعَام قبله - سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة. وَمن شعره: ... فأبدو تَارَة وأغيب أُخْرَى ... مثار الشوق منثني الْحيَاء
أَشْيَم الْبَرْق من بَين الثنايا ... وأشتم العبير من الخباء ...
1 / 21