كلمات مضيئة في الدعوة إلي الله
الناشر
مطبعة السلام
رقم الإصدار
الأولي
سنة النشر
٢٠٠٥ م
مكان النشر
ميت غمر - مصر
تصانيف
ولهذا كان مقصد بعثة الأنبياء أن يهتدى الناس، والهداية درجات ليس لها منتهى.
فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام فى ترقى كل يوم تزداد هدايتهم يومًا بعد يوم ولم يصل لهدايتهم أحد. . وكذلك الأتباع بقدر متابعتهم لأنبيائهم عليهم الصلاة والسلام.
دعونا نتساءل .. كم تحصل أبوبكر الصديق ﵁ من الهداية ..؟
لو وضع إيمان أبى بكر ﵁ فى كفه وإيمان الأمة فى كفه لرجح إيمان أبى بكر ﵁، ففى الحديث الذى رواه أبى سعيد الخدرى ﵁ قال: خرج علينا رسول الله ﷺ فى مرضه الذى مات فيه ونحن فى المسجد عاصبًا رأسه بخرقة حتى أهوى نحو المنبر فاستوى عليه واتبعناه قال: والذى نفسى بيده إنى لأنظر إلى الحوض من مقامى هذا ثم قال: إن عبدًا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة قال: فلم يفطن لها أحد غير أبى بكر فذرفت عيناه فبكى ثم قال: بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا وأموالنا يا رسول الله ﷺ قال ثم هبط فما قام عليه حتى الساعة. " رواه الدارمى (١).
وفى الصحيحين .. عن أبى سعيد الخدرى ﵁ قال: خطب رسول الله ﷺ الناس فقال: " إن عبدًا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند
_________
(١) المرجع السابق - باب الهجرة - ٣/ ١٦٨٤.
1 / 50