هاتان الصورتان شديدتا الصلة بالدعاء الأول فهو تذكير بغاية اللباس للإنسان، فهو كساء لستر العورة هو (لباس التقوى) هذا هدفه.
لذا فهو يسأل الله ﷿ الخير من هذا اللباس، لا لأجل عرض الأزياء ولا لكسب مزيد من الإعجاب وجمع ألسنة الثناء على هيئته ولونه و(موديله) .... إنه تذكير بالهدف الأساسي من اللباس.
(يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سواتكم وريشًا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون) (١).
أما التعوّذ من شره فهو يذكّر المسلم أن اللباس قد يكون شرًا للإنسان .... كيف ذلك؟
عندما يتجاوز هدفه الخيّر في الستر إلى التأنق والتفاخر بين الناس ... يقول ﷺ:" مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ، لَمْ يَنْظُرِ الله إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (٢).
وقد يتعدى الشر إلى لبس لباس غير محتشم وإثارة الفتنة بين الناس فيكون سببًا في تحريض الغرائز وبداية للرذائل والعياذ بالله ...
_________
(١) سورة الأعراف: ٢٦
(٢) أخرجه البخاري ١٠/ ٢٢٣ في اللباس.
1 / 22