إنّ الرسول العظيم والمربي الكبير يعلمنا ويأخذ بأيدينا ففي كل أمر نقوم به يعلّمنا ذكرًا أو دعاءً، هذا الدعاء هو صمام أمان لنا إن قمنا بذكره منفعلين به متذكرين لمعانيه، وإن استمرار هذا التفكّر والتذكر لا بد أنه سيؤثر يومًا ما حتى يصبح هذا الدعاء حالًا، واستمرار هذا الحال سيورثنا مقامًا ... مقام المؤمن، وإن استمرار ذلك المقام سينقلنا إلى مقام الإحسان، فمن غدا عنده ذكر الله في كل لحظة حالًا دائمًا لابد وأن يلحظ المنعم في كل لمحة محيطًا به، ناظرًا إليه.
(وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير) (١)
فيستحق بذلك مرتبة الإحسان (أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) (٢).
كلمات أربع سحرية ... السر فيها تذوق عباراتها ... ثم الاستمرار عليها كل يوم، هذه الكلمات الأربع ستحلّق بك في عالم الروح بعيدًا عن ثقل الجسد، إنها منافذ السماء للأرض ومدارج الروح لبارئها لو تمسك بها المسلم لتغيّر وجه الأرض.
_________
(١) سورة الحديد: ٤
(٢) بخاري الحديث: ٥٠.
1 / 17