والحبور. فما وجدنا الصحابة يعدّدون فوائد العبادة والأذكار، فهو شيء بديهي لأن الآمر هو الله الخالق العليم الحكيم، كان جل اهتمامهم أن تقع قدمهم فوق قدم الحبيب المصطفى ﷺ، وتلامس أرواحهم ملكوت السموات والأرض وتلتقي هناك مع المصطفى ﷺ، فحصدوا الثمار الطيبة من غير عنت. أما نحن فقد ألهتنا الجواذب الأرضية فانشغلنا في النظر بالشكل والهيئة عن الجوهر والمضمون، وبالعلم العقلي عن تذوق هذا العلم والعمل به، فجاء علمنا ناقصًا لا فائدة منه سوى تسطير السطور وقراءة الحروف من غير طعم أو رائحة، إلا من رحم ربي. والبون شاسع بين الأولين والآخرين! إلا أن نعود إلى تذوقه كما ذاقه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وننهل من نفس النبع قبل أن يصيبه الكدر وتشوبه المشارب الأخرى.
1 / 13