سد الذرائع في مسائل العقيدة
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الرابعة والثلاثون العدد (١١٤)
سنة النشر
١٤٢٢هـ/٢٠٠٢هـ
تصانيف
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في شرحه للحديث:"أي لا تمدحوني فتغلوا في مدحي كما غلت النصارى في عيسى – ﵇ فادَّعوا فيه الإلهية، وإنما أنا عبد الله ورسوله فصفوني بذلك كما وصفني ربى فقولوا عبد الله ورسوله..."١٠
وقد بين النبي ﷺ أن الغلو بصفة عامة أهلك الأمم السابقة، وكان سببا في القضاء عليها، ومن هنا حذر أمته منه حتى لا تهلك كهلاكهم، فعن ابن عباس – ﵁ – قال:"قال لي رسول الله ﷺ غداه جمع ٢ "هلَّم القط لي"، فلقطت له حصيات من حصى الخذف ٣، فلما وضعهن في يده قال: "نعم بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين" ٤٠
ولمسلم عن ابن مسعود – ﵁ – قال: قال رسول الله ﷺ "هلك المتنطعون" قالها ثلاثا ٥٠ والمتنطعون: هم المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم ٦٠
وكرر النبي ﷺ هذه الكلمة ثلاث مرات مبالغة في التعليم والإبلاغ، وتحذيرا من الوقوع فيه لخطره وضرره على العقيدة وحماية لجناب التوحيد٠
قال ابن القيم:"فدين الله بين الغالي فيه والجافي عنه، وخير الناس النمط الأوسط، وقد جعل الله سبحانه هذه الأمة وسطا، وهى الخيار العدل لتوسطها
_________
١ فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص ٢٠٣، ٢٣١.
٢ يعنى مزدلفة٠
٣ أي حصى صغارا. انظر لسان العرب جـ٩ / ٦١.
٤ أخرجه أحمد في مسنده جـ١/٢١٥، ٣٤٧، والنسائي في كتاب مناسك الحج جـ٥ /٢١٨، وابن ماجة كتاب المناسك باب ٦٣ جـ٢/١٠٠٨، وابن أبى عاصم في السنة جـ١/٤٦، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
٥ صحيح مسلم كتاب العلم باب ٤ جـ٤ / ٢٠٥٥.
٦ شرح النووي على مسلم جـ١٦ / ٢٢٠.
1 / 198