بلاغ الرسالة القرآنية
الناشر
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
في وصف الموت: «إن الروح إذا قبض تبعه البصر» (١) وفي الصحيح أنه ﷺ: (نهى أن يتخذ شيء فيه الروح غرضًا) (٢)، فقوله: (شيء فيه الروح) يعنى من الطير وسائر الدواب، فلا يجوز اتخاذه غرضًا للرمي بالنبل، أو الرصاص، قصد الاستمتاع واللهو لا لمنفعة الصيد؛ لما فيه من الاعتداء على الروح، وتخريب خلق الله بلا هدف مشروع.
والشاهد عندنا أن الروح هو سبب الحياة، فهي توجد بوجوده، وتنعدم بانعدامه.
وإنما كان القرآن روحًا؛ لأنه سبب حياة هذه الأمة، من حيث هي (أمة)، وسبب حياة القلوب، فلا يموت قلب خالطت نبضَه آياتُ القرآن الكريم، ولا حياة لقلب خلي منها.
فاقرأ الآية مرة أخرى، وتدبر، ثم حاول الإبصار: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ﴾ [الشورى:٥٢،٥٣]. ذلك محمد بن عبد الله، عليه صلاة الله وسلامه، كان يحاول أن يخرج من ظلمات الجاهلية، إذ لم
_________
(١) رواه مسلم
(٢) رواه أحمد والترمذي والنسائي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٨١٧) نشر المكتب الإسلامي بيروت/ دمشق. ط. الثالثة: (١٤٠٨ هـ/١٩٨٨ م).
1 / 41