بلاغ الرسالة القرآنية
الناشر
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
1 / 1
1 / 2
1 / 3
1 / 7
1 / 9
1 / 10
1 / 11
1 / 12
1 / 13
1 / 14
1 / 15
1 / 16
1 / 17
1 / 18
1 / 19
(١) لابد من الاعتراف لأهل الفضل بفضلهم؛ فقد كان لأستاذي العالم المربي، الدكتور الشاهد البوشيخي حفظه الله وسلمه الأثر الأول في إثارة انتباهي إلى الأسرار الدعوية للقرآن العظيم، وما ينطوي عليه من كنوز، ومفاتيح لكثير مما يختلف فيه الناس اليوم من قضايا تجديد الدين، وذلك من خلال ما تلقيناه عنه من دروس علمية وتربوية، في وقت كان الالتفات إلى هذا نادرًا، فله من الله الجزاء الأوفى على ما علّم وربى. ثم لابد بعد ذلك من ذكر ما كان لرسائل بديع الزمان سعيد النورسي ﵀ من أثر كبير في تجلية هذا المعنى في قلبي، ذلك أنه ﵀ إنما كان يتعامل مع القرآن بمنهج إبصاري. فقد كان مبدؤه في ذلك قوله: (كن من شئت وأبصر! وافتح عينيك فحسب؛ وشاهد الحقيقة! وأنقذ إيمانك الذي هو مفتاح السعادة الأبدية!) (الملاحق:١٠٥) فمثلًا في سياق تفسير قوله تعالى: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ =
1 / 20
= إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ. فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ﴾ [الرحمن: ٣٣ - ٣٥]؛ قال ﵀: (أبصر! (...) وشاهد معنى الآية الكريمة في نور إعجازها الواضح وضوح النهار، وخذ نجم حقيقة واحدة من سماء تلك الآية الكريمة، واقذف بها الشيطان القابع في ذهنك وارجمه بها! ونحن كذلك نفعل هذا) (الكلمات:٢١٠) وقال ﵀: (لما زالت الغفلة، أبصرت نور الحق عيانًا) (الكلمات:٢٤٠)، وطالما كان يقول في رسائله: (هكذا شاهدت!) (المثنوي العربي:١٥٨)، ن. ذلك كله في كليات رسائل النور تأليف الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة إحسان قاسم الصالحي، نشر دار (سوزلر) للنشر، فرع القاهرة ط ٢ بمصر (١٤١٢ هـ/ الموافق ١٩٩٢ م). كما أنه لا بد من التنويه بما كان لأخينا الدكتور أحمد العبادي -حفظه الله وسلمه- من أثر في تحقيق مناط هذا المفهوم في نفسي، وذلك من خلال مذاكرات ثنائية لا تنسى، فجزاه الله الجزاء الأوفى.
1 / 21
1 / 22
1 / 23
1 / 24