بلاغ الرسالة القرآنية
الناشر
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
افرض إذن أنك -مثلي- لا تملك الحقيقة كاملة، ولنتابع البحث معًا:
ألسنا مسلمين؟ ألسنا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؟ بلى طبعًا، هذا شيء حسن، فدين الإسلام الذي هو باب النجاة يوم القيامة إنما ينبني بعد الإيمان بالله على شهادة أن محمدًا رسول الله، هذا بدهي، ومعلوم من الدين بالضرورة، نعم، ولكن تأمل: عبارة (رسول الله) هذا الوصف للنبي محمد ﷺ، هو مناط الدين، الذي قال عنه الله ﷿: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: ١٩]، ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران:٨٥]، فكل الإسلام قائم على شهادة أن محمدًا رسول الله، فنتج عن هذا الوصف (رسول) أن الدين كل الدين -أعني الإسلام- هو عبارة عن (رسالة)، وهذا شيء عظيم جدًّا، ندرك رسمه، وقلما نبصر حقيقته. وإليك البيان:
عندما نقول: (محمد رسول الله) فإن الحقيقة اللغوية والحقيقة الشرعية كلتيهما تقتضيان أن محمدا بن عبد الله قد جاء برسالة معينة، أي أنيطت به مهمة، يقوم بتبليغها، فكان بذلك (رسولًا)، ولولا ذلك لما كان له شأن في الكون ولا في التاريخ.
1 / 33