والبحر، وكأني في وسط المتصيد. وما أشبه ما وقع له من ذلك إلا بقول القائل:
يا حبذا السفح سفح المرج والوادي ... وحبذا أهله من رائح غادي
تزقي فرافيره والعيس واقفة ... والضب والنون والملاح والحادي
ولي في نحو هذا المعنى، وكنا نخرج للصيد بمصر في موضع يعرف بدير القصير، منيف على ذروة جبل المقطم، مطل على النيل، فهو سهلي جبلي بحري:
سلام على دير القصير وسفحه ... فجنات حلوان إلى النخلات
منازل كانت لي بهن مآرب ... وكن مواخيري ومنتزهاتي
إذا جئتها كان الجياد مراكبي ... ومنصرفي في السفن منحدرات
فأقنص بالأسحار وحشي عينها ... واقتنص الأنسي في الظلمات
معي كل بسام أغر مهذب ... على كل ما يهوى النديم مؤاتي
ولحمان مما امسكته كلابنا ... علينا ومما صيد بالشبكات
وكأس وابريق ونادي ومزهر ... وساق غرير فاتر اللحظات
كأن قضيب البان عند اهتزازه ... تعلم من أعطافه الحركات
هنالك تصفو لي مشارب لذتي ... وتصحب أيام السرور حياتي
صفحة ٤٧