بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
تصانيف
على أننا نذكر من بين هؤلاء الأفذاذ رجلين يجب أن نوجه إليهما عناية خاصة، وهما تريفيرانوس
Treviranus
في ألمانيا، ولامارك
Lamarck
في فرنسا؛ فإن كلا منهما مستقلا عن الآخر، قد جر العالم من هذه السبيل إلى حدود لم يبلغها من قبلهما.
ففي سنة 1802 أخرج «تريفيرانوس» كتابه في علم البيولوجيا وبث فيه فكرة أنه من صور الحياة التي كانت في البداية بسيطة، قد نشأت كل النظامات العضوية الراقية متطورة تدريجيا. وأن كل المخلوقات الحية فيها قدرة على قبول التهذيبات الوصفية التي تقع على تراكيبها بفعل المؤثرات الخارجية، وأن أي نوع من الأنواع المنقرضة لم يصبح منقرضا بالفعل، بل لا بد من أن يكون كل منها قد تطور فصار نوعا آخر، كذلك أخرج «لامارك» كتابه «الأبحاث»
Researches
وبعد قليل كتابه الكبير «فلسفة الحيوان»
Zoological Philosophy
الذي أدخل على نظرية النشوء عاملا جديدا، هو عامل فعل الحيوان ذاته؛ إذ يجاهد في سبيل أن «يتطور» ليرضي بذلك حاجات جديدة تظهر في أفقه وبيئته، وأثبت في النهاية هذه النتائج:
صفحة غير معروفة