بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
تصانيف
وبوكلاند
Buckland ، وكد
Kidd
وبروت
. ولقد نجح هذا العمل نجاحا كبيرا دل على رقي كبير بز كل ما تقدم من نوعه مادة وأسلوبا وروحا. أما إذا نظرنا إلى هذه المقالات اليوم فإنا لا يسعنا أن نقول فيها أنها كانت أكثر من أشياء تمهيدية مرهونة بأوقاتها، ولو أنها أدت بدورها إلى استكشاف حقائق ما. ولا يجدر بنا أن ننسى قولة العلامة «داروين» المعروفة؛ إذ يقول بأن النظريات إذا كانت خطأ أدى البحث فيها ومناقشتها إلى الحق واليقين. على الضد من المشاهدات إذا كانت فاسدة فإنها دائما تضل الباحثين ضلالا كبيرا.
إن جهدا كهذا، كله نبالة في القصد وسمو في الروح، لا يستحق أن يستهدف إلى ما استهدف إليه من السخرية. ومن العجيب أن يكون من أقذع ما سدد إليه من سهام النقد ما وجهه إليه حديثا أحد كبار المدافعين عن الأورثوذكسية الممتلئين حمية المشبوبين بحماسة اليقين، فإن علما من رافعي ألوية الإيمان، ونعني به المحترم الأستاذ «زوكلر»
Rev. Prof. Zockler
قد قال عن هذه الحركة التي رمت إلى إظهار القصد والغاية في الخلق كما قال في القائمين بها: «إن الأرض قد ظهرت في أقوالهم كأنها حانوت تباع فيه الملابس الخلقة وفندق لبيع الحساء. أما الله فقد صور على أنه أحد الأساتذة العقليين
Rationalistic
مجسم تجسيما. ولا جرم أن هذه الأقوال يبعد أن تكون إنصافا لما تصوره بطلر وبالي وشملرز، مع قطع النظر عن مقدار ما فاتهم به العالم الحديث من التقدم في الفكرتين العلمية والفلسفية.»
صفحة غير معروفة