البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح

الإمام المتوكل على الله إسماعيل ت. 1087 هجري
125

البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح

واحتج المحتجون من السمع الدال على أن حكم العقل بالإباحة في ذلك متبع لقوله تعالى: { ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} فقد ورد عن علي عليه السلام أنه قال: لما نزلت {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} قالوا: يا رسول الله في كل عام؟ فسكت، قالوا: يا رسول الله في كا عام، قال: ((لا ولو قلت نعم لوجب)) فأنزل الله تعالى فيها: { ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} رواه أحمد والترمذي، وقال حديث حسن.

وعن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من أعظم المسلمين في المسلمين جرما من يسأل عن شيء لم يحرم على المسلمين فحرم من أجل مسألته)) رواه الشيخان في صحيحهما.

وعن سلمان الفارسي قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن السمن والخبز والفرا فقال: ((الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه)) رواه ابن ماجة، قال في (المنتقى): رواه الترمذي.

فصل

قالت الزيدية، والمعتزلة وغيرهم: والله تعالى لا يفعل القبيح ولا يحب الفساد، ولا يريد ظلما، ولا يرضى لعباده الكفر.

وقال الأشعري: بل يريد الظلم ويرضى الكفر، وهذا الخلاف فرع المسألة المتقدمة أعني قاعدة التحسين والتقبيح.

صفحة ١٣٤