البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح
تصانيف
واحتج المحتجون من السمع الدال على أن حكم العقل بالإباحة في ذلك متبع لقوله تعالى: { ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} فقد ورد عن علي عليه السلام أنه قال: لما نزلت {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} قالوا: يا رسول الله في كل عام؟ فسكت، قالوا: يا رسول الله في كا عام، قال: ((لا ولو قلت نعم لوجب)) فأنزل الله تعالى فيها: { ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} رواه أحمد والترمذي، وقال حديث حسن.
وعن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من أعظم المسلمين في المسلمين جرما من يسأل عن شيء لم يحرم على المسلمين فحرم من أجل مسألته)) رواه الشيخان في صحيحهما.
وعن سلمان الفارسي قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن السمن والخبز والفرا فقال: ((الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه)) رواه ابن ماجة، قال في (المنتقى): رواه الترمذي.
فصل
قالت الزيدية، والمعتزلة وغيرهم: والله تعالى لا يفعل القبيح ولا يحب الفساد، ولا يريد ظلما، ولا يرضى لعباده الكفر.
وقال الأشعري: بل يريد الظلم ويرضى الكفر، وهذا الخلاف فرع المسألة المتقدمة أعني قاعدة التحسين والتقبيح.
صفحة ١٣٤