البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح

الإمام المتوكل على الله إسماعيل ت. 1087 هجري
126

البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح

قلنا: قولكم هذا مخالف لصرائح القرآن والسنة؛ ولأنه حكيم والحكيم لا يفعل القبيح لحكمته وغناه وعدم حاجته فلا داعي له إليه.

فإن قيل: الفعل يصح وقوعه عندكم من غير داع، فما معنى قولكم فلا داعي له إليه؟

فالجواب عنه: قد ذكره المهدي عليه السلام حيث قال في (الغايات): فإن قيل: قولكم أنه لا داعي إلى القبيح فلا يفعله مبني على أن وجود الفعل لا يصح من غيرداع.

فإن قلتم: بنينا على أنه عدل حكيم والحكيم لا يفعل الفعل إلا لداع، وإلا جرى مجرى العبث.

قلنا: إنه لا يتم لكم أنه سبحانه حكيم حتى تقروا أنه لا يفعل القبيح، وأنتم الآن في تقريره فليس لكم أن تقرروه بذكر ما بني على الحكمة وإلا كان دورا.

صفحة ١٣٥