130 النص المحقق حقيقته ولا اصطلاحه ولا ما ينتج عن ذلك»؛ ولقد رأيت بعض من يزعم التصنيف والتدريس والفتوى بدمشق الشام سنة أربع - والله أعلم -- بعد تسعة مائة وانتهبت إليه رياسة ذلك في بلده مع أبناء جنسه» قيد في بعض تصنيفه شيئا ما فهم معناه بالكلية» بل وجد كلاما لبعض من تقدمه بالتصنيف أوبالتقييد, فنقله وتكلم فيه بفهم نفسهء بغير معرفة قواعد ذلك الفن» شاء الله وطالعني 'غليه فرأيته فسادا فاحشا بكل وجههء فقلت له الأمر في هذا على كيت وكيتء» وقاعدة ذلك على كيت كيت*", ففهم ما قيل له ثم نظر في فهمه وما قيده» رآه فاسداء ثم رجع عنهولو رآه من لم يكن له خبرة في ذلك الفن وقواعده؛ بل رأى الكلام مكتوبا في الكاغد”'!”» لتبعه هو أيضا وحفظه وقيده كذلك» ومشى الأمر على الفساد. فالواجب على المصنف أن لا يتوجه لتصنيف شيء من العلم حتى يعلم قواعد ذلك الفن» ويكون ممن وهب له الله الكلام في ذلك جاريا من قلبه على قواعد ذلك الفن» ولا ينقل كلام غيره بوجه من الوجوه. وهذا المعنى في هذا الزمان محال عادة» والذي هو موجود الكلام بالنفس وما يكون فيه الكلام بالنفس فباب مدده الشيطان فيريه الأشياء معكوسة كما هو معلوم حاله مع الآدمي.
هذا إن كان ممن يعبر بعبارات غير منقولة من الكتب وأما من كان تصنيفه جمع ما في الكتب المصنفة المجموعة المدونة» قبله فهذا لا يجوز أن يقال في حقه مصنف بل هو ناسخ, والناسخ نفسه يشترط فيه ألا يعتمد إلى نسخ فن من فنون العلم حتى يكون من أثمة ذلك الفن خيفة من اللحن والتصحيف» فإنه إذا كان جاهلا به لا تمكنه السلامة في ذلك من أجل طغيان فلم من تقدم قبله نسخا أوتصنيفا في زيادة حرف أونقصانه أولفظة أوتشبيه حرف بحرف, كالحاء ملا مع الخاء والحيم» والياء مع الباء» والتاء مع الثاء» وغير هذا مما يقع به الشبه (914) ع: الكاغض.
صفحة غير معروفة