السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة
الناشر
دار ابن الجوزي
رقم الإصدار
الأولى-جمادى الأول-١٤١٧ هـ
سنة النشر
١٩٩٦ م
تصانيف
نسبته ونسبه، وكنيته ولقبه مع ضبط ما يشكل من ذلك بالحروف، ثم صفته التي يختص بها من جرح أو تعديل، ثمَّ التعريف بعصر كل راو منهم بحيث يكون قائمًا مقام ما حذفته من ذكر شيوخه والرواة عنه إلاَّ من لا يؤمن لبسه"١.
وقد رجعت إلى هذا الكتاب وأفدت منه في تراجم معظم رواة البحث، وبالتالي الحكم على كل راو ومعرفة طبقته، وقد أفدت كثيرًا من منهجه في الحكم على الرواة بدقة وباختصار غير مخلٍّ.
ولد قاضي القضاة، وإمام الحفاظ في زمانه أحمد بن علي بن محمد بن شهاب الدين بن حجر العسقلاني المصري المولد والنشأة، الشافعي المذهب في الثامن من شهر شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بالقاهرة، واشتهرت أسرته بالعلم والفضل والأدب، فأبوه نور الدين عليٌّ كان عالمًا يصدر الفتاوى ويقوم بالتدريس، وكانت له بالفقه عناية وبالأدب اهتمام، وعمّ أبيه فخر الدين عثمان بن محمد بن عليّ، كان فقيه الشافعية في زمانه. ونشأ ابن حجر يتيمًا، وقد وهبه الله قوة الذكاء وسرعة الفهم، وتوقُّد الحافظة، فكان يحفظ في كل يوم نصف جزءٍ من القرآن الكريم. ونظر ابن حجر منذ صباه في كتب التواريخ حتى مَهَر، وقد أعانه هذا على معرفة الرجال وأحوال الرواة، فصنَّف هذه الكتب القيمة في تراجم الرجال وأعيان الزمان: كـ "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة"، و"الإصابة في تمييز الصحابة"، و"تهذيب التهذيب" وغيرها.
وللأدب كذلك نصيب من عناية ابن حجر فاهتم به وكان شاعرًا، وحبب الله إليه الحديث فشغف به وأقبل عليه، ووقف حياته على دراسته وأكثر الرحلة في طلبه، اتصل بشيوخ عصره، وكان أظهرهم زين الدين العراقي، ونور الدين الهيثمي، فقضى معهما عشرة أعوام كانت خيرًا له ونفعًا. طلب الحديث في
_________
١ انظر مقدمة كتاب تقريب التهذيب، طبعة المكتبة العلمية بالمدينة المنورة (١/٣-٤) .
1 / 49