السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة
الناشر
دار ابن الجوزي
رقم الإصدار
الأولى-جمادى الأول-١٤١٧ هـ
سنة النشر
١٩٩٦ م
تصانيف
ونهى عنه من كتابه وعلى لسان نبيه، إذا قرأ محمد القرآن شغل قلبه وبصره وسمعه وتفكر في أمثاله وعرف حلاله من حرامه. وقال أبو سهل محمود بن النضر الفقيه: دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيت علماءها فكلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم وقال صالح بن محمد جزرة: كنت أستملي له ببغداد فبلغ من حضر المجلس عشرين ألفا. وقال سليم بن مجاهد: ما رأيت منذ ستين سنة أحدًا أفقه ولا أورع من محمد بن إسماعيل.
وكلام الأئمة في الثناء عليه كثير لا يتسع له المقام، وأختم ذلك بقول ابن حجر: "ولو قلت أني لم أر تصنيف أحد يشبه تصنيفه في الحسن والمبالغة لفعلت.. ولو فتحت باب ثناء الأئمة عليه ممن تأخر عن عصره لفني القرطاس، ونفذت الأنفاس، فذلك بحر لا ساحل له". توفي البخاري ﵀ ليلة السبت، ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين١.
كما كان لكتاب ابن حجر الآخر القيِّم في بابه "تقريب التهذيب" أهمية بالغة في عملية النقد الإسنادية من حيث الحكم على الرواة ومعرفة أحوالهم وطبقاتهم، وهذا الكتاب خلاصة تجارب طويلة وممارسة عظيمة لعلم الرجال، قام بها ابن حجر الحافظ الحجة، والخبير المقدم في المسالك العلمية، و"التقريب" المذكور اختصار "لتهذيب التهذيب"٢ وضعه استجابة لطلب بعض طلبة العلم الذي التمس منه أن يجرد له الأسماء خاصة. فأجابه ابن حجر إلى ذلك موضحًا منهجه فيه بقوله: "رأيت أن أجيبه إلى مسألته وأسعفه بطلبته، على وجه يحصل مقصوده بالإفادة ويتضمن الحسنى التي أشار إليها وزيادة، وهي أني أحكم على كل شخص منهم بحكم يشمل أصح ما قيل فيه وأعدل ما وصف به، بألخص عبارة وأخلص إشارة بحيث لا تزيد كل ترجمته على سطر واحد غالبًا، بجمع اسم الرجل واسم أبيه وجده، ومنتهى أشهر
_________
١ انظر ابن حجر، هدي الساري (٤٨٥-٤٩٣) .
٢ إبراهيم قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق (٣٧) .
1 / 48