============================================================
ولما انتهيت من رسالة الماجستير عرضت على استاذي الفاضل الدكتور) راشد الراجح كتاب البسيط لابن أبي الربيع، وقرأت عليه منه فصولا فشجعني على تكبد عتاء تحقيقه، وازرني في تسجيله موضوعا لدرجة الدكتوراه فكان، وبدأت رحلة ثانية أنقب فيها عن آثار ابن أبي الربيع وأخباره، وآثار تلاميذه وشيوخه وأقرانه، فسافرت الى عدد من الأقطار العربية من بينها مصر، والمغرب الأقصى، وإلى أسبانيا، ومن المغرب وبمون من آفاضل علمائه حصلت على مصورات كثيرة، منها مصورة للوطة البسيط ولما عدت من رحلتي كان أستاذي المشرف قد اعطي سنة تفرغ علمي فأسند الإشراف على الرسالة الى أستاذي الفاضل الدكتور محمود الطناحي، ومعه بدأت العمل الحقيقي في إعدادها: بقي أن اشير الى آن من أهم دوافعي الى العمل في تحقيق هذا الكتاب ما قيل عن مصنفه، وما قيل عنه، فقد قالوا عن الرجل: " إمام أهل النحو في زماته "، وقالوا عن الكتاب: "لم تشذ عنه مسألة في العربية"، وامام على هذه الصفة، وكتاب في هذه المنزلة، قمن آن يشتغل بهما الباحثون، لكن أحدا- فيما أعلم - لم يندب نفسه الى درس حياة الرجل وآثاره درسأ جادا، وإلى تحقيق شيء من آثاره تحقيقا علميا، فندبت نفسي لهذه المهمة معترفا بقصر باع، وقلة اطلاع أحاول جاهدا التقليل منها.
وقد قسمت البحث الى قسمين: أولهما للدراسة، وثانيهما للنص المحقق أما الدراسة فكانت في بابين : الباب الأول: تكلمت فيه عن ابن أبي الربيع في خمسة فصول: الفصل الأول: نسبه وأسرته، حياته، بيئته الفصل الثاني : شيوخه.
الفصل الثالث : ثقافته ومكانته العلمية.
صفحة ١٦