============================================================
المقدمة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، نبينا محمد وعلى اله وصحيه آجمعين، وبعد: فلاختياري تحقيق كتاب البسيط ودرسه موضوعا لرسالة الدكتوراه ديت مجمله آني عثرت على مصورته المحفوظة في معهد المخطوطات بالقاهرة في أول رحلاتي إليها عام 1398 ه، وكنت اذ ذاك معنيا بتتبع آراء أبي الحسين بن الطراوة، كلفا بكتب نحاة الأندلس، إذ هي مظان طلبتي، وحين قرأت في الكتاب عجبت لصدوف الباحثين عنه، وازورارهم عن درسه وتحقيقه، لكن عجبي لم يطل فلم اكد أتصفح أوراقه حتى عرفت سبب ذلك متمثلا في اضطراب ترتيب كثير من صفحاته، ويستلزم عودها الى نسقها الصحيح وقتا ليس قصيرا قد يفاجأ الباحث بعده بأسقاط لا قبل له بترقيعها، واهتزاز في تصوير صفحات منه لا تكاد تقرأ من بعضها سطرا، فعكفت على قراءته أستخلص آراء ابن الطراوة منه، وأعيد ترتيب صفحاته حتى استقام أودها أو كاد، فوجدت في مصورة المعهد سقطا لم استطع حينذاك تبين مقداره، ولما وصلت المغرب ويممت خزانتها العامة بالرباط، واطلعت على محطوطة "البسيط" تبينت آن الساقط من مصورة معهد المخطوطات ورقة واحدة، فنقلتها بخط يدي، وأن الصفحات المهتزة التصوير في مصورة المعهد واضحة في أصل المخطوط، فكتبت من أشدها طمسا أسطرا
صفحة ١٥