ولا موجب «ثانيا» للجزم بفناء الحركة في الكون بناء على المعروف الآن من قوانين الحرارة؛ فإننا لا نعلم حتى الآن كيف بدأت الحركة والطاقة، وكل ما نعلمه عن الحرارة أنها حركة في وسط لا اختلاف بين أجزائه يسمونه بالأثير، وقد يسمونه أحيانا بالفضاء؛ لأنهم لم يعرفوا فرقا قط بين الأثير والفضاء، في الخواص والصفات.
فإذا جاز نشوء الحركة مع الأثير الساكن المستقر المتساوي الجوانب والأجزاء، فما هو الموجب للجزم بفناء الحركة عند تساوي الحرارة في أنحاء الكون؟
أليس الأثير متساويا، وقد وجد فيه الضوء ووجدت فيه الحرارة والحركة؟
أليس من الجائز أن هذا الأثير المتساوي هو مصدر الحرارة الأول، وهو مصدرها الذي يعيدها كرة أخرى؟
أليس من الجائز أن التساوي في أنحاء الكون يناسب الفكر المجرد المطلق من جواذب الحركة المادية؟
كل أولئك جائز.
وما لم يكن شيء منه مستحيلا، فلا موجب للجزم ببطلان مذهب شو في تطور الحياة.
إنما الاعتراض القوي على مذهب شو يعتمد في اعتقادنا على سبب غير هذا السبب العلمي الذي اعتمد عليه الأستاذ جود.
وأحرى بنقض الفلسفة على أسباب فلسفية، وهي التي نعتقد أنها تزعزع مذهب شو وتتركه بغير سند متين.
فالمفهوم من كلام شو أن قوة الحياة التي يقول بها قوة ناقصة متطورة لا تشمل جميع الموجودات.
صفحة غير معروفة