ربما كان كتاب «الإنسان والسبرمان» الذي ألفه برنارد شو في سنة 1903 أعظم مؤلفاته، وهو مقدمة، ثم درامة، ثم كتيب ألفه أحد أشخاص هذه الدرامة عن الثورة، ثم كتيب آخر هو مجموعة من الحكم والأمثال الثورية، ومجموع ذلك في طبعة بنجوين يبلغ 286 صفحة.
والكتاب الذي ألفه أحد أشخاص الدرامة هو بالطبع من تأليف شو نفسه.
والدرامة لا تمثل كاملة؛ إذ يحذف منها عادة أخطر فصولها وهو الفصل الفلسفي، ولكن الكتاب - أي المجموعة - يقرأ كأي كتاب.
وأنا هنا ألخص الكتيب الذي زعم برنارد شو أن أحد أشخاص الدرامة قد ألفه؛ إذ هو لباب الدرامة.
وهو يقول في مقدمة هذا الكتيب:
إن جميع الممتازين بدأوا حياتهم ثائرين، وأعظم هؤلاء الممتازين يزدادون ثورة كلما تقدموا في السن، وإن لم يكن هناك من يظن أنهم يعودون محافظين، وإنما ذلك لأنهم يفقدون إيمانهم بالأساليب المألوفة في الإصلاح.
إن الرجل الذي يخلص في دينه يعد هرطيقا (زنديقا) أي ثائرا.
إيمان إنسان، لا يزال دون الثلاثين من العمر، وعلى شيء من المعرفة بالنظام الاجتماعي القائم، ثم مع ذلك ليس ثائرا؛ يعد ناقصا.
ومع ذلك لم تخفف الثورات من أعباء المظالم، وقصارى ما فعلته أنها نقلت هذه الأعباء إلى عاتق آخر.
1
صفحة غير معروفة