نحن ضحاياك وجلادوك، ونحن الآسر والمأسور.
عشنا في كهفك مغلوبين، وخاصم أعيننا النور.
ماذا يضنيك؟ تكلم! أفض بما يشقيك.
الحب؟ تسرب منك. الأمل؟ تعثر فيك.
لماذا ضيعت الحب؟ أضعت الأب والأم، وضاع بنوك.
ميئوس منك،
ميئوس منك.
داؤك ميئوس منه، جرحك لا حيلة فيه.
نجمك - لو تعلم - نحس، دربك - لو تدري - تيه.
أخذوا يرفعون أصواتهم ويصفقون، يتمايلون ويهللون. بدوا كالجياع على مأدبة القيصر اللئيم، يمدون أيديهم، ويملئون أفواههم، ويتلمظون، ويتجشئون، ويمصون الأصابع والأظافر المسنونة كالأنياب. بعد الضجة والضحك الصاخب تعبوا. كاد أحدهم أن يغرق في النوم. تثاءب، أعدتهم الثؤباء، فركوا الأعين، مسحوا دمع الفرح من الجفنين. هب الكبير واقفا، أدار ظهره إلي وصاح: ماذا نفعل به؟ ردوا في صوت واحد: نهيل التراب عليه. أعجبهم القول، فأخذوا يرددون كأنهم يشتركون في مظاهرة: نهيل التراب عليه، نهيل التراب عليه.
صفحة غير معروفة