بحوث ومقالات في اللغة
الناشر
مكتبة الخانجي بالقاهرة
رقم الإصدار
الثالثة ١٤١٥هـ
سنة النشر
١٩٩٥م
تصانيف
ومن شواهد المطاوعة في الشعر العربي العربي القديم، قول أبي قيس بن الأسلت:
محاجنهم تحت أقرابه ... وقد شرموا جلده فانشرم١
وقول سهم بن حنظلة الغنوي:
حتى يصادف مالا أو يقال فتى ... لاقى التي تشعب الفتيان فانشعبا٢
وقول سويد بن كراع:
فإن تزجراني يابن عفان أنزجر ... وإن تتركاني أحم عرضا ممنعا٣
وقول ذي الرمة:
سيلا من الدعص أغشته معارفها ... نكباء تسحب أعلاه فينسحب٤
ولما كان فاعل هذا الفعل المطاوع، ضميرا يعود على مفعول الفعل السابق عليه في جملته، أصبح الفعل المطاوع مشبها في المعنى للمبني للمجهول، في نحو: "كُسر الإناء" و"فتح الباب"، إذ لا يذكر مع المبني للمجهول غالبا، إلا ما هو مفعول به في المعنى، وأصبح من الممكن أن ينوب هذا المطاوع مناب المبني للمجهول.
وقد بدأت هذا الظاهرة في التطور، في عصر نزول القرآن الكريم، ولذلك نجد الفعل المطاع واردًا في النص القرآني، في سياق الأفعال المبنية للمجهول، في بعض الأحيان، كما في قوله تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ،
١ لسان العرب "شرم" ١٥/ ٢١٣. ٢ الأصمعيات ق١٢/ ١٢ ص٤٨. ٣ سمط اللآلي ٢/ ٩٤٣ وشرح القصائد السبع ١٦. ٤ ديوانه ق١/ ٥ ص٢ وجمهرة أشعار العرب ٩٣٣.
1 / 79