المبحث الخامس (تلاميذه)
لم تمنع ملازمة الشوكاني أساتذته، وتردده على حلقاتهم الدراسية، أن يقوم بعد انتهاء دروسهم، بعقد حلقات دراسية أخرى، يكون فيها هو المدرِّس، فيلقي أثناءها أنواعًا من العلوم والمعارف، فيكون في اليوم ذاته، متعلمًا ومعلِّما، وربما درَّس بعض الكتب، وشرحها لتلاميذه، قبل أن يكمل هو قراءة ذلك الكتاب، وإكمال مادته العلمية على أستاذه.
يقول الشوكاني في ترجمة شيخه (إسماعيل بن الحسن) ١:
فقرأت عليه (مُلحة الإعراب)، وشرحها.... وقد تصدَّرت للتدريس في (الملحة)، وشرحها قبل الفراغ من قراءتها عليه٢.
ويؤكد هذا بقوله - أيضا عند ترجمته لنفسه -: وكان يبلغ دروسه في اليوم والليلة، إلى نحو ثلاثة عشر درسًا، منها ما يأخذه عن مشايخه، ومنها ما يأخذه عنه تلامذته٣.
وهذا يدل على عبقريته، ونبوغه الفكري المبكر، حيث كانت
_________
١ انظر ترجمته: ص ٢٨.
٢ البدر الطالع ١/ ١٤٥.
٣ المصدر السابق ٢/ ٢١٨.
1 / 33