============================================================
فإن قيل: السعيدهل يصير شقيا، والشقي هل يصير سعيدا أم لا؟(1).
(1) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "السعيد قد يشقى بأن يرتد بعد الإيمان - نعوذ بالله - والشقي قد ال سعد بأن يؤمن من بعد الكفر، والتعريف يكون على السعادة والشقاوة دون الإسعاد والإشقاء، ال وهما من صفات الله تعالى كما أن الإسعاد تكوين السعادة، والإشقاء تكوين الشقاء، ولا تغير عليه ل ولا على صفاته لما مر من أن القديم لا يكون محلا للحوادث، والحق أنه لاخلاف في المعنى، وهو حاصل في الحال، وإن أريد ما يترتب عليه من النجاة والثمرات فهو مشيئة الله تعالى لا يقطع ب حصوله في الحال، فمن قطع بالحصول الأول". "شرح العقائد)).
قلت: تعرف هذه المسألة بمسألة الموافاة، وهي من المسائل التي اختلف فيها الأشعرية والماتريدية، حيث ذهب الأشعرية إلى أن العبرة للختم، فمن ختم له بالإيمان يتبين أنه كان من الابتداء مؤمنا، ال و حين كان ساجدا بين يدي صنم معتقدا الشرك والأديان الباطلة كان مؤمنا مصدقا، ومن ختم ال له بالكفر- بعوذ بالله - يتبين أنه كان كافرا من الابتداء وأنه كان مصدقا بالله ورسوله مؤمنا مخلصا، لوقالوا: إن السعيد لا يشقى والشقي لا يصير سعيدا لأن هذا يوجب البداء في علم الله تعالى وهو محال، لأنه يلزم التغيير في صفات الله والجهل، وهذا ظاهر الفساد كما يقول الإمام النسفي. انظر "التمهيد" للإمام النسفي ص 392.
الو قد أجابت الماتريدية بأجوبة منها: بأن المكتوب في اللوح المحفوظ ليس من صفات الله تعال، بل هو من صفات العبد من حيث السعادة والشقاوة والعبد يجوز عليه التغير والتبدل، وأما قضاء الله الو قدره لا يتغير وهو صفة القاضي والمكتوب في اللوح المحفوظ هو المقضى وهو محدث، والناس عند الماتريدية من حيث السعادة والشقاوة على أربعة أنواع: - من قضي لهم بالسعادة ابتداء وانتهاء وهم الأنبياء والرسل.
2- من قضى عليهم بالشقاوة ابتداء وانتهاء مثل فرعون وآبي جهل.
3- من قضى لهم بالسعادة ابتداء والشقاوة انتهاء مثل إبليس.
من قضى لهم بالشقاوة ابتداء والسعادة انتهاء مثل أبي بكر وعمر الومن جملة الأدلة على صحة مذهب الماتريدية: أن الله تعالى يقول: { هو ألذى خلقكم من طين ثد و9 قضى أجلا وأجل مسمى عنده، ثم انتر تمترون) (الأنعام:2] ففي الآية أجلان: الأول في الآية هو =
صفحة غير معروفة