بتهالله الجمد الرحينه (توكلث على الحي الذي لا يموت ولايفوت أبدا](1) الحمد لله ذي الجلال والإكرام، والصلاة [والسلام](2) على رسوله محمل خير الأنام، ل وعلى آله وأصحابه الكرام.
قال الشيخ الإمام الأجل، [لسان الحق](3) رئيس أهل السنة والجماعة، سيف الحق، لولي 9 (3)3 النظم والنثر](4) أبو المعين النسفي رحمه الله: اعلموا أني اعتقدت(5) معرفة الله تعالى والتوحيد [والدين](2)، وأقول بأن الله تعالى واحد فرد قديم أزلي، وأنه صمد(7) لا شريك له، ولا مثل [له](8)، ولا شبيه له، ولا شكل 1 (7)* (1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ز).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من (ب).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من (د).
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج) و(د) ول(ها) و(ز). وقد اختلفت عبارات الثناء على المؤلف من نسخة لأخرى وذلك من عمل النساخ.
5) في (ج) و(د) و(و) و(ز): أعتقد.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من (ب).
(7) ورد بهامش النسخة (و) تعليق صورته: "الصمد: يعني السيد الذي قد انتهى شؤدده، وقيل: الصمد الذي لا يأكل ولا يشرب، وقيل: الصمد الذي لم ينم ولا ينام، وقيل: الصمد الذي لم يلد ولم يولد. قال ابن عباس الارضي الله عنه: الصمد الذي ليس فوقه أحد. وقال كعب الأحبار رضي الله عنه: الصمد الذي لا يصف صفاته أحد. وقال مقاتل: الصمد الذي لا عيب له، وقال أبو مالك: الصمد الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، قال أبو هريرة رضي الله عنه: الصمد الذي استغنى عن كل شيء ويحتاج إليه كل أحدا.
(8) ما بين المعقوفتين ساقط من (1) وموجود بجميع النسخ.
صفحة غير معروفة
============================================================
ال له، ولاضد له، ولاند له، لم يزل أحدا صمدا، فردا، وترا، ولا يزال كذلك أبدا، وهو الكامل في ذاته، الأزلي بصفاته، المنزه عن النقصان، العالم الغالب(1) بلا نسيان، العالم بلا اشتباه، لم يزل كان قبل أن يخلق المكان، وقبل أن يخلق الوقت والزمان.
ثم إنه تعالى خلق العرش والوقت، واستوى على العرش، وهو مستغن عن العرش، الاوليس العرش له بمستقر ولا بمكان(2)، بل هو ثمسك العرش والمكان، وهو أعظم من أن يسعه المكان، وهو فوق كل مكان، علم ما يكون قبل أن يكون، وما لا يكون أن لو كان كيف يكون (3).
قد سبق علمه في الأشياء قبل كونها، ولا يكون في ملكه شيء إلا هو بعلمه وإرادته اا و مشيئته وتقديره وقضائه، وهو كما وصف نفسه في كتابه، من غير صورة، وكما عرف نفسه، (1) في (ز): للغيب.
(2) يقول الإمام أكمل الدين محمد بن محمد البابرتي الحنفي المتوفى سنة 786 في "شرح وصية الإمام أبي حخيفة النعمان" ص 97 عند الحديث عن الاستواء ما ملخصه: "اعلم أن العالم - وهو ما سوى الله تعالى- محدث لأنه متغير وكل متغير حادث، وحينئل يستحيل أن يكون الباري تعالى وتقدس متمكنا في ل مكان، لأن العراء عن المكان ثابث في الأزل، إذهو غير المتمكن، وقد تبين أن ما سوى الله حادث، فلو تمكن بعد خلق المكان لتغير عما كان عليه، ولحدث فيه مماسة، والتغير وقبول الحوادث من أمارات الحدث، وهو على القديم محال...، وذهبت المشبهة والمجسمة والكرامية إلى أنه تعالى متمكن على العرش، الواحتجوا بقوله تعالى: الرحمن على العرش أستوى} [طه: 5) وبأنه موجود قائم بنفسه، ولن يعقل القائمان بأنفسهما من غير أن يكون أحدهما في جهة صاحبه. والجواب: أن الآية من المتشابهات، وما يكون كذلك ال لا يصلح دليلأ على أمر قطعي، والدلائل العقلية تخالفه...، ومع الاحتمال لا يكون حجة".
(3) ورد في النسخة (ج) تعليق صورته: "قال بعض المحققين: إنه سبحانه وتعالى يعلم ما كان قبل بده المخلوقات لوما يكون من أواخر الموجودات لقوله تعالى: إ زلزلة الساعة شيء عظيير} وما لم يكن أن لو كان كيف يكون كما قال الله تعالى: ( ولو علم الله فيهم خير لائتمعهم ولو أسمعهم لتولوأ وهم معرضورب) وكما قال: ولورد والعاد وألما نهوا عنه وإنهم لكلذبون} وإن كان يعلم أنهم لا يردون ولكنه أخبر أنهم لو ردوا لعادوا، وفي ذلك رد على الرافضة والقدرية الذين قالوا: إنه لا يعلم الشيء قبل أن يخلقه ويوجده".
"على القاري".
صفحة غير معروفة
============================================================
ال من غير رؤية وإحاطة(1)، فقال جل جلاله لرسوله: قل هو الله أحد} [الإخلاص: 1] (2) الي آخر السورة(2).
ال و هو} إشارة إلى الموجود، ونقض على المعطلة والباطنية(3)، أحد} إثبات(4) ل و حدته(5)، ونقض على المشركين والثنوية، الله الصمد} [الأخلاص: 2] نقض علي المشبهة، { لم يلد ولم يولد} [الإخلاص: 3] نقض علي اليهود والنصارى { ولم يكن له 6 كفوا أحد} نقض على المجوس بقولهم: "يزدان وأهرمن"(2) كما قال الله تعالي: ليس كمثلهه شن وهو السميم البصير) [الشورى: 11].
(1) ورد بالنسخة (و): أي الإحاطة من جهة العلم. قلت: المقصود بالإحاطة من جهة العلم أي إدراك حقيقة المولى جل وعلا، وهذا ما لا سبيل إليه، قال تعالى: { يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بهم علما (طه: 110] يقول الإمام أبو منصور الماتريدي في تفسيره المسمى "تأويلات أهل السنة) في تفسير هذه الآية ما صورته: "هذا يحتمل وجهين: أحدهما: ولا يحيظوب بهم علما} ولكن إنما يعرفونه على قدر ما تشهد لهم الشواهد من خلقه، لأن الخلق إنما يعرفون ربهم من جهة ما يشهد ويدل لهم من الدلالات من خلقه، والإحاطة بالشيء إنما تكون بما كان سبيل معرفته الحس والمشاهدات، فأما ما كان سبيل معرفته الاستدلال فإنه لا يحاط به العلم، والثاني: ولا يحيطون بهه علما} أي بعلمه".
(2) ورد بهامش النسخة (و) تعليق صورته: "قال بعض العلماء: سبب نزول هذه السورة أن كل واحل من الكفار والمشركين ادعوا إلها وزعموا أنهم شركاء الله، فأنزل الله تعالى هذه السورة ردا عليهم. وقال بعضهم: إن المشركين من العرب قالوا: يا محمد بين لنا ربك من أي جنس؟ أهو من ذهب أم فضة أم من جوهر أم من حديد أم من صفر؟ فاغتم رسول الله لة ولم يجبهم بشيء، فنزل جبريل عليه السلام فقرأ: (قل هوالله أحد) إلي آخر السورة".
(3) ورد بهامش النسخة (ج) تعليق ما صورته: "وبناء التعليق على أن الوجود صفة، والمعطلة تنكرها".
(4) في (د) و(ها: إشارة إلى.
5) في (ب): وحدانية.
(2) هما أصلان من أصول الكيومرثية، وهي أحد فرق المجوس ، يقولون بوجود أصلين الأول: أزي قديم ال وهو لايزدان" والثاني: محدث مخلوق وهو "أهرمن" ولعقائدهم الباطلة تفصيل في كتاب "الملل والنحل" (2: 572) للشهر ستاني فارجع إليه.
صفحة غير معروفة
============================================================
فلما تبين وظهر اعتقاده، سئل عن معتقده، وقيل: ما المعرفة؟ وما التوحيد؟ وما الإيمان؟
الوما الإسلام؟ وما الدين؟
أما المعرفة: أن تعرفه(1) بالوحدانية(2). وأما التوحيد: أن تنفي عنه الشريك والأمثال ل والأضداد(3). وأما الإيمان: الإقرار باللسان والتصديق بالقلب بوحدانية الله تعالى(4)، وأما 11 (1) المعرفة هنا يقصد بها ما قاله الإمام الماتريدي في لاكتاب التوحيد" ص478 تحت عنوان: "الإيمان تصديق أم معرفة؟) حيث قال ما ملخصه: "المعرفة هي سبب يبعث على التصديق كماتبعث الجهالة على التكذيب،...، وعلى هذا قول من يقول: الايمان معرفة إنما هو التصديق عند المعرفة هي التي بتعث عليه فسمي بها نحو ما وصف الإيمان بهبة الله ورحمته ونحو ذلك".
(2) ورد في النسخة (ج) تعليق صورته: "والمراد بالمعرفة: أي معرفة الله، وأما المعرفة مطلقا فهو إدراك الشيء على ماهو عليه وهو مسبوق بنسيان حاصل بعد العلم بخلاف العلم، ولذلك يسمى الله تعالى بالعالم دون العارف". لعرياني).
(3) ورد في النسخة (ج) تعليق صورته: "التوحيد في اللغة: الحكم بأن الشيء واحد، والعلم بأنه واحد، وفي اصطلاح أهل الحقيقة: تجريد ذات الإله عن كل ما يتصور في الأفهام ويتخيل في الأذهان" . "تعريفات السيد الشريف).
(4) الإيمان عند السادة الماتريدية هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان، ولا يدخل العمل في أصل الإيمان عنذنا، وعند الشافعي وأصحاب الحديث الإيمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالأركان، فيدخل العمل عندهم في أصل الإيمان، وهي من المسائل التي اختلف فيها أهل السنة الماتريدية والأشعرية.
يقول الإمام أبو حنيفة في "العالم والمتعلم" ص16 ما صورته: "الإيمان هو التصديق والمعرفة واليقين ال والإقرار". ويقول في "الفقه الأبسط" ص12 أيضا: "لم يفوض الله الأعمال إلى أحد، والناس صائرون إلى ما خلقوا وإلى ما جرت به المقادير، وإن ما أصابك لم يكن لخطئك، وما أخطأك لم يكن لصيبك، والحساب والميزان والجنة والنار حق كله، إذا استيقن بهذا أحد فقد أقر بجملة الإسلام، وهو مؤمن، ولو أقر بجملة الإسلام في أرض الشرك ولا يعلم شيئا من الفرائض والشرائع والكتاب ولا يقر بشيء منها إلا أنه مقر بالله تعالى فهو مؤمن).
لويقول الإمام الصفار- وهو معاصر للامام النسفي - في كتابه "تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد ص4 50 ما ملخصه: "واعلم أن ماسوى الإيمان من الطاعات - فرضها ونفلها - ليس من أصل الإيمان، فلا يزداد =
صفحة غير معروفة
============================================================
8 الإسلام: أن تعبد الله بالوحدانية، وأما الدين: الثبات على هذه الخصال الأربع إلى الموت.
قال الله تعالى: ومن يبتع غيرا لإسلكم دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخسرين} [آل عمران: 85].
1 الايمان بفعل الطاعات ولا ينقص بفعل المعاصي، بدليل أن الله عز وجل أمر الأنبياء والرسل بإقامة الدين ط قال: شرع لكم من الدين ما وصى ييوه نوحا والذى أوحينا إليك وما وضينا يهه إبرهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } [الشورى: 13] أراد بإقامة الدين دين الإسلام لأنه عز وجل قال: { ورضيت لكم الإسلم دينا} [المائدة:3] وقال عز وجل: ( ومن يبتع غيرا لإسلم دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخسرين [آل عمران: 85] وقد كانت شرائعهم متفرقة، فثبت أن أصل الدين غير الشرائع، وقد جرى السخ في شرائعهم بشريعة محمد ولة، وكان ينسخ بعض القرءان في حياة رسول الله كللة، ثم يفرض فريضة
أخرى ولا يجوز النسخ في الإيمان..." إلى آخر كلامه رحمه الله.
صفحة غير معروفة
============================================================
1 1 ز 11 ا111 ا1 اا 111 1 7 ال 11 از .:1 1 7 ا. 111 1 .
11/
~~1111 11 ال 1 اازا:.
1 :الاز1 1 ا111 ~~ااا 11 1 1 11 117 11 11 :1:1 :2 1 1 ..11: 11111 1 17 1 1 11 11 1 1 111 1 11 1 1 از 1 11 1101 1 1/7 1:1 ز 1 ل 2 1 1 111 111 ا2ا1 0 ن:.1 11 ا1 1 اا 1 1 1 : 1 1 ل / 1 111 و به ه او
صفحة غير معروفة
============================================================
فصل (في بيان حكم المناظرة والجدل في الدين] اعلم أن المناظرة(1) والجدل في الدين جائر بخلاف ما قالت المبتدعة [حيث قالوا](2): إنها لا تجوز. وإنما تكره لإذا كانت](3) للمراء(4) وطلب الجاه والثناء والدنيا.
فإن قيل: ماحد العلم؟
قال أهل السنة والجماعة: معرفة المعلوم على ماهو به، وهو علم المخلوقين.
وعلم الله تعالى الإحاطة والخبر على ما هو به، لأنه لا يوصف بالمعرفة، لأنه لم يزل عالما لما بينا. قال الله تعالي: وقد أحطنا بما لديه خبرا}(5) [الكهف: 91].
ل وقالت المعتزلة: حد العلم معرفة الشيء على ما هو به.
(1) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "المناظرة لغة: مأخوذة من النظير أو من النظر، واصطلاحا هي النظر بالبصيرة من الجانبين بالنسبة بين الشيئين إظهارا للصواب".
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من (ه).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من (د).
(4) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "المراء: طعم في كلام الغير لإظهار خلل فيه من دون أن يرتبط به غرض سوى تحقير كلام الغير".
5) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "من الجنود والآلات والعدد والأسباب، خبرا علما تعلق ال بظواهره وخفاياه، والمراد أن كثرة ذلك بلغت مبلغا لا يحيط به إلا اللطيف الخبير. "قاضي في الكهف" وفي "تفسير البغوي": أي بما عنده ومعه من الجند والعدة والآلات، خبرا} علا".
صفحة غير معروفة
============================================================
الوهذا باطل، لأن المعدوم ليس بشيء، ولا يقع عليه اسم الشيء، لأن الله تعالى خلق دو الأشياء لا من شيء، [وقالت المعتزلة: خلق الأشياء](1) بقوله: كن فيكوب} (يس: 82/(2).
وعندنا(3) بالصنع لا بالقول، فلو قلنا: إنه معرفة الشيء على ما هو به، يؤدي إلى
قدم الأعيان مع الله تعالى، وذلك مذهب الدهرية الكفرة الفجرة؛ لأن عندهم العالم
قديم، والله تعالى عالمة بعلمه، والعلم من صفاته الأزلية، بخلاف ما قالت المعتزلة: إن ذاته علمه، والله تعالى عالمة بذاته على ما ذكرنا.
وعندنا هو عالم بعلمه، والعلم من صفاته الأزلية، علم ما يكون قبل أن يكون، ال و ما لا يكون أن لو كان كيف يكون، قد سبق علمه الأشياء قبل كونها قال الله تعالى: قل لا يعله من فى السموات والأرض الغيب إلا الله) [النمل: 65.].
وقالت [المعتزلة و](4) الرافضة والقدرية: إنه لا يعلم الشيء ما لم يخلقه ويوجده، (1) ما بين المعقوفتين زيادة من (د) و(ه).
(2) ورد بالنسخة (و) تعليق صورته: لويقال: سبب نزول هذه الآية أن بعضهم سألوا النبي عليه السلام: هل رأيت خلقا من غير أب؟ فنزلت هذه الآية إذا قضي أمر فإنما يقول له كن فيكون} [مريم: 35] كما كان عيسى بن مريم خلقه الله تعالى من غير أب فإن قيل: قوله * كن} هذا خطاب للموجود أم للمعدوم؟ فإن قال: للمعدوم، قيل له: كيف يصح الخطاب للمعدوم وكيف يصح الإشارة بقوله: {كن؟ فإن قال: الخطاب للموجود، قيل: أيؤمر الشيء الكائن بالكون؟!
ال والجواب عن هذه من وجهين: أحدهما: أن الأشياء كلها كانت موجودة في علم الله تعالى قبل كونها، وكان الخطاب للموجود في علمه، وجواب آخر: أن معناه إذا قضى أمرا فإنما يقول له.) ال يعني: كناية عن سرعة الوجود أو على خفة الوجود إذا أراد أن يخلق خلقا يوجده، والقول له: كن فيكون} على وجه المجاز". نقل من "أبي الليث" رحمه الله.
(3) أي الماتريدية رضي الله عنهم.
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من (ز).
صفحة غير معروفة
============================================================
لوالعلم أفضل من العقل(1)، وعقل الأنبياء لا يكون كعقل الأولياء، وعقل الأنبياء لا يكون كعقل نبينا محمد وله، بخلاف ما قالت المعتزلة: إن الناس كلهم في العقول سواء.
ال و كل عاقل بالغ يجب عليه أن يستدل بأن للعالم صانعا كما استدل سيدنا إبراهيم 2 ل صلوات الله عليه ( فلما جن عليه اليل ره اكوكبا قال هلذا ركى}](2) [الأنعام: 76]، لوأصحاب الكهف فقالوا: فقالوأ ربنا رب السملوت والأرض لن ندعوا من دونهه إللها لقد قلنا إذا شططا} (3) [الكهف:14] حتى إن(4) من لم يبلغه الوحي لا يكون معذورا(5)، بخلاف ما قالت المتقشفة(2) والأشعرية، لأن المذهب عندنا: الإيمان فعل (1) ورد بالنسخة (و) تعليق صورته: "لأن الله تعالى سمي عالما ولم يسم عاقلا، فعلم أن العلم أفضل من العقل".
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من (ا) و(ز) وموجود بباقي النسخ، وورد تعليق عليه في النسخة (ج) اصورته: "أي ستره بظلامه، كوكبا قال هلذا ربى} فإن أباه وقومه كانوا يعبدون الأصنام والكواكب، وأراد أن ينبههم على ضلالتهم ويردهم إلى الحق من طريق النظر والاستدلال، ل و الكوكب كان الزهرة والمشترى وقوله: { هذاركى} على سبيل الوضع، فإن المستدل على فساد قول يحكيه على ما يقوله الخصم ثم ينكر عليه بالإفساد، أو على وجه النظر والاستدلال، وإنما قاله ازمان مراهقته أو بلوغه مع تغير ما).
(3) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: ليعني إن دعونا غير الله لقد قلنا إذا شططا. قال ابن عباس ارضي الله عنه: جورا، وقال قتادة: كذبا، وأصل الشطط: الاشتطاط مجاوزة القدر والإفراط، قالوا ل ذلك لأنهم قومهم كانوا يعبدون الأوثان".
(4) في (ج) و(د) و(ها: غير أن.
(5) ورد بهامش النسخة (ج) و(د) تعليقان، الأول: "في ترك الاستدلال لم يكن معذورا، ولكن لم يبينوا مقدار تلك المدة". "مصطفى عبيد"، والثاني: "وفائدة قوله: "لأن من لم يبلغه الوحي....): بيان الا شمول وجوب الاستدلال لمن لم يبلغه الوحي أيضا عندنا، وعدم شموله له عند المتقشفة ل والأشعرية".
(2) في (ز): المتفلسفة.
صفحة غير معروفة
============================================================
العبد بهداية الرب جل جلاله، فلا نقول بأن الإيمان مخلوق أم غير مخلوق، بل نقول: من العبد الإقرار باللسان والتصديق بالقلب، ومن الله تعالى الهداية والتوفيق(1).
(1) يقول الإمام الصفار في "تلخيص الأدلة" ص193 ما ملخصه: "وإنما كان طريق معرفة الله دلالات العقل؛ لأنه لا سبيل له إلى رؤية الله في الدنيا، ...، ولقد اعتمد أبو حنيفة رضي الله عنه على دلائل العقل في هذه المعرفة كما روى محمد بن سماعة عن أبي يوسف عن أبي حنيفة أنه قال: لا عذر لأحد الا من الخلق في الجهل بمعرفة خالقه، لما يرى من خلق السماوات والأرض، وخلق نفسه وسائر خلق ربه...، وفي بعض هذه الرواية قال أبو حنيفة: لو لم يبعث الله رسولا لوجب على الخلق معرفته بعقوهم، وعليه اعتمد عامة مشايخنا من المتقدمين والمتأخرين منهم: الإمام أبو منصور الماتريدي السمرقندي قال: إن سبيل الشرع السمع، فأما الدين فإن سبيله العقل" انتهى.
قلت: وقد وقع الخلاف بين العلماء في إيمان المقلدهل هو صحيح أم لا؟ وقد لخص هذه المسألة الإمام أبو الثناء محمود بن زيد اللامشي الحنفي في كتابه "التمهيد لقواعد التوحيد" ص135 حيث قال ما ملخصه: "المقلد من جعل الدين الذي دعي إليه قلادة في عنق الداعي له إليه ...، وجعل ال ذلك قلادة في عنق هذا الداعي إليه على معنى أنه إن كان حقا فحق على الثبات، وإن كان باطلا الا فوباله عليه، فهذا المقلد ليس بمؤمن بلا خلاف؛ لأنه لم يعتقد ما يجب عليه اعتقاده، ولم يصدق في ما جاء به من عند الله تعالى، بل هو شاك في ذلك، والإيمان مع الشك لا يصح، وإنما الخلاف في ل مقلد صدق الداعي في جميع ذلك، واعتقد جميع ما دعاه إليه من غير شك وارتياب لكن بلا دليل.
قال أهل السنة: إيمان المقلد صحيح لأنه أتى بحد الإيمان وحقيقته؛ إذا الإيمان وهو التصديق في اللغة، وهو تصديق محمد ولة بما جاء به من عند الله تعالى عند البعض، والإقرار والتصديق عند العامة، وقد أتى به فيكون مؤمنا، وهكذا روي عن أبي الحسن الأشعري، والمشهور من مذهبه أنه ليس بمؤمن...، فلهذا قلنا: بإنه لابد له من الدليل العقلي في كل مسألة كما قال أبو الحسن الأشعري، إلا أن عنده لا يشترط أن يكون قادرا على العبارة عن ذلك الدليل،...، ثم لا خلاف ال يننا وبين الخصوم في عوام أهل زماننا لأن كل واحد منهم لا يخلو عن ضرب من الاستدلال، وهذا يشتغلون بالتسبيح والتهليل عند ظهور شيء من الأفزاع والأهوال، ويصفون الله تعالى في تلك الحال بكمال القدرة ونفاذ المشيئة، وإنما الخلاف بيننا وبينهم فيمن بلغ على شاهق جبل من الجبال، أو نشأ في قطر من الأقطار، فرآه مسلم ودعاه إلى هذا الدين وبئن له جميع ما يفترض عليه =
صفحة غير معروفة
============================================================
ل ال و عند الشافعي رحمه الله: العمل بالأركان من الإيمان. وقالت المتقشفة(1): الإيمان مجرد القول دون التصديق.
فإن قيل: ما تقول في الإيمان أهو من الله تعالى إلي العبد، أو من العبد إلى الله تعالى، اعتقاده، وأخبره أن رسولنا بلغ إلينا هذا الدين فصدقه المدعو في ذلك، واعتقد جميع ذلك من غير سابقة تفكر واستدلال، فهذا هو موضع الخلاف، كذا ذكره أبو المعين النسفي رحمه الله تعالى" انتهى.
ال و يقول الإمام كمال الدين البياضي في "إشارات المرام من عبارات الإمام" عند الحديث عن العقل ص84 ما صورته: "وفيه إشارات إلى مسائل: الأولى: وجوب النظر في معرفة الصانع تعالى،...، فأول الواجبات على المكلف النظر والاستدلال المؤدي إلى المعرفة بالله وبصفاته وتوحيده وعدله الو حكمه، ثم النظر والاستدلال المؤدي إلى جواز إرسال الرسل وتكليف العباد ثم الاستدلال المؤدي إلى ثبوت الإرسال بدلالة المعجزات وثبوت الأحكام والواجبات، ثم الاستدلال المؤدي إلى تفصيل أركان الشريعة لأهله، ثم العمل بما يلزمه على شرطه فيهما كما في "التبصرة" لعبد القاهر البغدادي.
الثانية: أن وجوب النظر والاستدلال على كل أحد بحسب ما يتيسر له من الدليل دون الأدلة المشهورة للمتكلمين" انتهى.
ل و يقول الإمام البزدوي في "أصول الإيمان" ص154 ما صورته: "قال أهل السنة والجماعة الإيمان بالجملة واجب، ولا يجب الإيمان على التفصيل إلا أن يقع الإشكال في فصل من الفصول فحينئذ يجب التعلم والتدبر والتفكر، حتى إن من أقر أن الله تعالى واحد لا شريك له، وأن محمدا عبده الال رسوله، وأن ما أخبر به عن الله تعالى كله حق، واعتقد ذلك يصح إسلامه، وقالت المعتزلة: يجب الإيمان على التفاصيل، وحكي عن الأشعري مثله".
ال يقول في نفس المصدر في موضع آخر ص155 ما صورته: "إن المقلد مؤمن حقيقة، وهو الذي اعتقد جميع أركان الإسلام وأقر بها من غير دليل".
(1) في (ز): المتفلسفة، وورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "ومراده من المتقشفة غير الكرامية، وهم أصحاب محمد بن كرام. فتأمل". "مصطفى عبيد).
صفحة غير معروفة
============================================================
ال أاو بعضه من الله تعالى (إلى العبد] (1) وبعضه من العبد [إلى الله](2)؟
فإن قال: من الله تعالى إلى العبد، فهذا قوة لمذهب الجبرية، لأنهم قالوا: العبد مجبور على الإيمان والكفر.
ال وان قال: من العبد إلى الله تعالى، فهذا قوة لمذهب القدرية لأنهم قالوا: العبد 39) ي مستطيع(3) بكسب نفسه لنفسه قبل الفعل، ولا يحتاج إلى قوة وعؤن من الله تعالى.
والجواب عنه أن نقول: الإيمان فعل العبد بهداية الرب جل جلاله، والتعريف الا من الله تعالى، والمعرفة والتعرف من العبد، والهداية من الله تعالى، والاهتداء والاستهداء الامن العبد، والتوفيق من الله تعالى، والجد(4) والعزم والقصد من العبد، والإكرام(5) ال و العطاء من الله تعالى والقبول من العبد.
ال فما كان من الله تعالى فهو غير مخلوق، وماكان من العبد فهو مخلوق؛ لأن الله تعالى ال جميع صفاته غير مخلوق، والعبد بجميع صفاته مخلوق، فكل من لم يميز صفة الله تعالى من صفة العبد فهو ضال مبتدع.
ل وقالت المفروغية(2): الإيمان من الله تعالى إلى العبد، وهو غير مخلوق لقوله تعالى: (1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ز).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من (ز).
(3) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: أي له قدرة.
(4) في (ج) و(د) و(ها: الجهد.
5) في (ز): الإلهام.
(2) هي إحدى فرق الجبرية، يقول الإمام ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" ص 22 ما ملخصه: اوانقسمت الجبرية اثتتي عشرة فرقة فمنهم: ....، والمفروغية قالوا: كل الأشياء قد خلقت، والآن لا يخلق شيء" المطبعة المنيرية سنة 1347 هجرية.
صفحة غير معروفة
============================================================
{شهد الله أنه لا إله إلاهو والملكيكة} [آل عمران:18] وإنه غير مخلوق كالقرآن، والجواب عنه ماذكرنا.
فإن قيل: الإيمان لو كان بعضه من الله وبعضه من العبد يكون مشتركا بين الرب والعبد، وذلك لا يجوز.
الجواب عنه أن نقول: التعريف من الله تعالى سبة لنجاة العبد، والعبد مسبب، ال الله مسبب، والمسبب غير المسبب، كما أن الرزق سبث لبقاء العبد، وكذلك الوضوء ب لجواز الصلاة، ولا يقال بأنه من الصلاة، فكذلك التعريف من الله تعالى سبب النجاة، وهو لإعطاء](1) نور في قلب المؤمن (2) فلا يكون مشتركا، ونور المعرفة في قلب الؤمن مخلوق، لأن ماسوى الله تعالى فهو مخلوق.
لاو هذا يرجع إلى أصل، وهو أن الجعل غير المجعول(3)، والترزيق غير المرزوق، ل والتخليق غير المخلوق، والتعريف غير المعرفة، والتكوين(4) غير المكون(5).
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (7).
(2) في (ها: المؤمنين.
(3) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "كما قال الله تعالى: إنى جاعل فى الأرض خليفة } الآية، فالله تعالى جاعل، والجعل صفته".
(4) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: أي الإيجاد والإخراج من العدم إلى الوجود.
(5) يقول الإمام أبو المعين النسفي في كتابه "التمهيد لقواعد التوحيد" ص188 ما ملخصه: "التكوين ال و التخليق والخلق والإيجاد والإحداث والاختراع والإبداع أسماء مترادفة يراد بها كلها معنى ل واحد، وهو إخراج المعدوم من العدم إلى الوجود،...، ونقول: التكوين صفة لله تعالى أزلية قائمة بذاته، كالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر، وهو تكوين العالم، وكل جزء من أجزائه لوقت ال او جوده، كما أن إرادته صفة أزلية تتعلق بها المرادات لوقت وجودها على الترتيب والتوالي وكذا قدرته الأزلية مع مقدوراتها.
صفحة غير معروفة
============================================================
وقالت المعتزلة والمتقشفة(1): كلاهما مخلوقان، وهو التعريف والمعرفة، [وقالت المفروغية: كلاهما غير مخلوقين، وهو التعريف والمعرفة](2).
وعند أهل السنة والجماعة: التعريف من الله تعالى غير مخلوق، والمعرفة والتعريف من العبد مخلوق.
فإن قيل: ما صفة الإيمان(3)، وما شرائطه؟
فكان العالم وكل جزء من أجزائه مخلوقا لله تعالى لدخولها تحت تكوينه الذي هو الخلق، وحصولها ال به كما هي معلومة لله تعالى لدخولها تحت علمه الأزلي، ...، وقول أكثر المعتزلة وجميع النجارية ل والأشعرية: إن التكوين والمكون واحد قول محال، وهذا لأن القول باتحاد التكوين والمكون كالقول بأن الضرب هو عين المضروب، والكشر هو عين المكسور، والأكل هو عين المأكول، وفساد هذا ظاهر يعرف بالبديهة فكذا هذا" انتهى. وراجع تمام كلام الإمام النسفي في "التمهيد" ففيه فوائد ن فيسة. ووراجع في هذه المسألة "التوحيد" للإمام الماتريدي ص10اوما بعدها، و"إشارت المرام ال من عبارت الإمام" للكمال البياضي ص 212 وما بعدها، و"المسايرة" للكمال ابن الهمام بحاشية قاسم ابن قطلوبغا ص88-93 ففيهم فوائد كثيرة.
لا ويقول الإمام التفتازاني في "شرح العقائد النسفية" (131:1) ما صورته: "تكوينه تعالى للعالم ولكل جزء من أجزائه لا في الأزل بل لوقت وجوده على حسب علمه وإرادته، فالتكوين باق أزلا وأبدا، ال و المكون حادث بحدوث التعلق، كما في العلم والقدرة وغيرهما من الصفات القديمة التي لا يلزم من قدمها قدم تعلقاتها).
(1) في (ز): المتفلسفة.
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من (ا).
(3) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "صفة الإيمان: آمنث بالله وملائكته إلى آخره، وشرط الإيمان ستة: الايمان بالغيب، والاعتقاد بأنه لا يعلم الغيب إلا الله، والرجاء من رحمة الله، والخوف من عذاب الله، واعتقاد الحلال حلالا، والحرام حراما. وسبب الايمان اثنان: الأدلة العقلية، والشواهد النقلية، وركن الإيمان اثنان: التصديق بالجنان، والإقرار باللسان، وعند الشافعي العمل بالأركان، =
صفحة غير معروفة
============================================================
قلت: الإيمان آن تؤمن بالله، واليوم الآخر، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والقدر خيره وشره من الله تعالى عند أهل السنة والجماعة.
(1)2 وقالت المعتزلة: [الشر](1) كله من العبد (2)، لأن الله تعالى لا يقدر الشر، ولا يقضي بالشر، ولا يشاء الشر، لأنه لو قضى بالشر ثم يعذبهم على ذلك لكان ذلك منه ظلما وجورا، والله تعالى منزه عن الظلم والجور، وسمؤا أنفسهم أهل العدل والتوحيد لهذا.
لكنا نقول: العبد مخير مستطيع، والقضاء لا يجبرهم(3) على المعصية كالعلم(4)، لولأن القضاء صفة القاضي، والصفة لا تجبر أحدا على الفعل، كالعلم بالخياطة والنجارة لا يجبر الخياط والنجار على تحصيل الفعل، بل العبد مخير مستطيع.
او هذا المعنى استحق العقوبة كما لو قال [المولى](5) لعبده: إن دخلت الدار فأنت (51 حو فدخل الدار يعتق، وكذلك في الطلاق يقع الطلاق والعتق بدخول الدار، ولا يقال ال بأن اليمين (يدل على الدخول أو](2) أجبرته، كذلك ههنا الفعل، وإن كان بقضاء الله تعالى، ولكن لا يقال بأن القضاء أجبره على الفعل.
ولوازم الإيمان ثلاثة: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وحكم الإيمان اثنان: أن يحفظ عوض المؤمن وماله ودينه وأهله وعياله، والثاني: أن يدخل الجنة" ثقل من لشرح المهمات).
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج) و(و).
(2) في (ج) و(د) و(ه): كل من العبد.
(3) في (ج) و(د) و(ه): يجبر.
(4) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "وعلم الله تعالى لا يمنع قدرة العبد واختياره؛ لأن الله تعالى ل علم في الأزل أن العبد يفعل ويترك باختياره وقدرته، فلا يكون مجبورا على الفعل والترك".
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من (د).
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من ().
صفحة غير معروفة
============================================================
وقالت المعتزلة والمتقشفة(1). كلاهما مخلوقان، وهو التعريف والمعرفة، [وقالت المفروغية: كلاهما غير مخلوقين، وهو التعريف والمعرفة](2).
وعند أهل السنة والجماعة: التعريف من الله تعالى غير مخلوق، والمعرفة والتعريف من العبد مخلوق.
فإن قيل: ما صفة الإيمان(3)، وما شرائطه؟
فكان العالم وكل جزء من أجزائه مخلوقا لله تعالى لدخولها تحت تكوينه الذي هو الخلق، وحصولها ال به كما هي معلومة لله تعالى لدخولها تحت علمه الأزلي، ...، وقول أكثر المعتزلة وجميع النجارية ل والأشعرية: إن التكوين والمكون واحد قول محال، وهذا لأن القول باتحاد التكوين والمكون كالقول بأن الضرب هو عين المضروب، والكشر هو عين المكسور، والأكل هو عين المأكول، وفساد هذا ظاهر يعرف بالبديهة فكذا هذا" انتهى. وراجع تمام كلام الإمام النسفي في "التمهيد" ففيه فوائد ن فيسة. ووراجع في هذه المسألة "التوحيد" للإمام الماتريدي ص10اوما بعدها، و"إشارت المرام ال من عبارت الإمام" للكمال البياضي ص 212 وما بعدها، و"المسايرة" للكمال ابن الهمام بحاشية قاسم ابن قطلوبغا ص88-93 ففيهم فوائد كثيرة.
لاويقول الإمام التفتازاني في "شرح العقائد النسفية" (131:1) ما صورته: "تكوينه تعالى للعالم ولكل جزء من أجزائه لا في الأزل بل لوقت وجوده على حسب علمه وإرادته، فالتكوين باق أزلا وأبدا، ال والمكؤن حادث بحدوث التعلق، كما في العلم والقدرة وغيرهما من الصفات القديمة التي لا يلزم من قدمها قدم تعلقاتها).
(1) في (ز): المتفلسفة.
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من (ا).
(3) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "صفة الإيمان: آمنث بالله وملائكته إلى آخره، وشرط الإيمان ستة: الإيمان بالغيب، والاعتقاد بأنه لا يعلم الغيب إلا الله، والرجاء من رحمة الله، والخوف من عذاب الله، واعتقاد الحلال حلالا، والحرام حراما. وسبب الإيمان اثنان: الأدلة العقلية، والشواهد النقلية، وركن الإيمان اثنان: التصديق بالجنان، والإقرار باللسان، وعند الشافعي العمل بالأركان، =
صفحة غير معروفة
============================================================
قلت: الإيمان أن تؤمن بالله، واليوم الآخر، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والقدر خيره وشره من الله تعالى عند أهل السنة والجماعة.
وقالت المعتزلة : [الشر(1) كله من العبد(4)، لأن الله تعالى لا يقدر الشر، ولا يقضي بالشر، ولا يشاء الشر، لأنه لو قضى بالشر ثم يعذبهم على ذلك لكان ذلك منه ظلما ل وجورا، والله تعالى منره عن الظلم والجور، وسمؤا أنفسهم أهل العدل والتوحيد هذا.
الكنا نقول: العبد مخير مستطيع، والقضاء لا يجبرهم(3) على المعصية كالعلم(4)، لولأن القضاء صفة القاضي، والصفة لا تجبر أحدا على الفعل، كالعلم بالخياطة والنجارة الا يجبر الخياط والنجار على تحصيل الفعل، بل العبد مخير مستطيع.
او هذا المعنى استحق العقوبة كما لو قال [المولى](5) لعبده: إن دخلت الدار فأنت (53 حو، فدخل الدار يعتق، وكذلك في الطلاق يقع الطلاق والعتق بدخول الدار، ولا يقال ال بأن اليمين (يدل على الدخول أو](2) أجبرته، كذلك ههنا الفعل، وإن كان بقضاء الله تعالى، ولكن لا يقال بأن القضاء أجبره على الفعل.
ولوازم الايمان ثلاثة: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وحكم الإيمان اثنان: أن يحفظ عوض المؤمن وماله ودينه وأهله وعياله، والثاني: أن يدخل الجنة" ثقل من لاشرح المهمات).
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج) و(و).
ت (2) في (ج) و(د) و(ه): كل من العبد.
(3) في (ج) و(د) و(ه): يجبر.
(4) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "وعلم الله تعالى لا يمنع قدرة العبد واختياره؛ لأن الله تعالى ل علم في الأزل أن العبد يفعل ويترك باختياره وقدرته، فلا يكون مجبورا على الفعل والترك".
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من (د).
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من (ا).
صفحة غير معروفة
============================================================
وجوات آخر: وهو أن القضاء سر الله تعالى آخفاه عن الخلق، والآمر والنهي حجة الله تعالى على خلقه، فإذا ترك أمره الظاهر- وهو مستطيع - فلذلك المعنى يستحق العقوبة.
فإن قيل: لو قلنا بآن الله تعالى يقضي بالشر، والعبد لا يقدر آن يفر من قضاء الله تعالى فيؤدي [ذلك](1) إلى أن ينسب الشر إلى الله تعالى.
2(1) ا11 ل قلنا: فعل العبد مميز من قضاء الله تعالى، ألا ترى أن الله تعالى خلق آلة الزنا .و لولاينسب الزنا إلى الله تعالى.
ال ي دل عليه أن الله تعالى خلق الحركة والقوة في نفس العبد، والعبد مستطيع باستطاعة ن فسه ومشيئته [ولا ينسب الحركة والقوة إلى الله تعالى وإن كانا بقضاء الله تعالى (3)52114 لو مشيئته](2)، يدل على صحة ما قلنا أن الله تعالى لو لم يشأ الشر(3) والكفر والمعصية ولا الا قضي به والعبد يشاؤه ويفعله، لغلبت(4) مشيئة العبد مشيئة الله تعالى، فيؤدي إلي أن ينسب العجز إلى الله تعالى وهذا كفر، وكل المشيئات تحت مشيئة الله تعالى [وإرادته](5)، قال تعالي: وما تشاءون إلا أن يشاء الله }(6) [التكوير: 229.
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (د).
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من (7).
(3) في (ز): الشرك.
(4) في (ز): لعلت.
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج).
(6) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: " وما تشاء ون} أي اتخاذ السبيل ولا تقدرون على تحصيله في ت الوقت من الأوقات كما في "الإرشاد" { إلا أن يشاء الله} أي إلا وقت أن يشاء مشيئتكم، أو تحصيل ال السبل لكم كما دل سياق الآية، ففيه دليل على أنه لا دخل لمشيئة العبد إلا في الكسب، وإنما الإيجاد بمشيئة الله وتقديره، وإليه إشارة بقوله: أي إلا بقدر الله". "إشارات المرام).
صفحة غير معروفة
============================================================
الالاويدل عليه أنه لو قال: مشيئتي وإرادتي بغير مشيئة الله تعالى وإرادته يكون في ذلك دعوى الربوبية مع الله تعالى وهذا كفر، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
لفثبت أن كل مشيئة تحت مشيئة الله تعالى، ولأن الله تعالى علم من فرعون(1.
االوابليس [عليهما اللعنة](2) الكفر، فلو قلنا بأنه لم يرد منهما الكفر ولم يشأ تكون إرادته بخلاف علمه وهذا لا يجوز، لأنه إذا بطل العلم بقي السفه [والجهل](3)، والله تعالى منزه عن السفه والجهل، وهذا بخلاف الأمر لأنه جاء النص من الله تعالى أن لا يأمر بالشر.
قال الله تعالى: قل إب الله لا يأمر بالفحشاه) [الأعراف: 28) يعني: الزنا، وقوله تعالى: وألله لا يحب الفساد} [البقرة: 205] فصار معدولا عن القياس، ولأنه ايجوز أن يأمر الله تعالى بشيء ولا يريده، كابليس عليه اللعنة أمره بالسجود لآدم عليه السلام ولم يرد منه السجدة(4)، ونهى آدم عليه السلام عن أكل الشجرة ولم يرد منه الامتناع، بل أراد منه أكل الشجرة [وبالله التوفيق](5).
(5 (1) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "وفي تقديم فرعون إشعاء بأنه في مقام التلبيس أقوى من إبليس".
"اشرح الفقه الأكبر، علي القاري".
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من (ز).
(4) في (ج): السجود.
5) ما بين المعقوفتين زيادة من (ز).
صفحة غير معروفة
============================================================
فصل (في بيان أن الله لما خلق الخلق لم يكونوا مؤمنين ولا كافرين] اعلم بأن الله تعالى لما خلق الخلق وأخرجهم من صلب آدم عليه السلام(1) يوم الميثاق(2) لم يكونوا مؤمنين ولا كافرين وكانوا خلقا، ثم عرض عليهم الإيمان والكفر، ال وكل من اختار الإيمان وقبله اعتقادا فهو مؤمن، وكل من لم يختر الإيمان فهو كافر(3)، وكل ال من أجاب بالقول دون الاعتقاد فهو منافق بقوله تعالى: وإذ أخذ ربك من بنيء ادم من (1) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "وذهب جمهور المفسرين إلى أن الله تعالى أخرج ذرية آدم من ظهر آدم عليه السلام مثل الذر، وأخذ عليهم الميثاق أنه ربهم فأجابواببلى، قالوا: وهي الفطرة التي فطر ال الناس عليها. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أخرج الله تعالى من ظهر آدم عليه السلام ذريته وأراه إياهم كهية الذر، وأعطاهم من العقل وقال: هؤلاء ولدك أخذت عليهم الميثاق أن يعبدوني".
ال امن تفسير المدارك".
(2) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "والميثاق الذي أخذه الله من بني آدم عليه السلام وذريته حق ال لما روي عن النبي عليه السلام قال: "مسح الله ظهر آدم عليه السلام بيده اليمنى - وكلتا يديه الا يمين - بعدما أهبطه إلى الأرض، فأخرج من صلبه جميع من خلق إلى يوم القيامة كأمثال الذر فأوقفهم بين يديه، وجعلهم على هيئة الرجال والنساء - يعني في عقولهم - ثم كلمهم وقال لهم: الست بربكم؟ قالوا: بلى" وعليه جمهور المفسرين، والأخبار فيها شاعت وذاعت ". "من شرح العمدة للنسفي").
(3) في (ج): وكل من اختار الكفر دون الإيمان فهو كافر.
صفحة غير معروفة