وفي هذا الشهر حصلت فرقة فيما بين بيت لقط في بلاد جنب بحضور وبين الجبارنة من شعبان من أهل اللكمة، بسبب كثرة مواشيهم ومعرقها في أملاك أهل بيت لقط وأموالهم، فدفعوها عنهم فلم يندفعوا، وقاتلوهم، فوقع في الفريقين أصواب ومراجيم، وتراسل الجبارنة إلى حلفهم من همدان ، وأهل بيت لقط إلى حلفهم من بني الحارث ، وأرادوا فتنة بينهم، فأدبهم والي البلاد، فحصل بينهم وبين العسكر خصام على السبار، ورفع ذلك إلى أحمد بن الحسن، فأرسل من عنده جماعة عسكر فيهم الشيخ ابن مذيور الحيمي، بمن حضر وزاد لهم من الأدب القدر المعتبر، فغدر في الليل بحصان ابن مذيور، ولم يعرف قاتله من الحضور، فدخل أهل بيت لقط في قيمة الحصان، وحصل معهم معرة بسبب هذا الشأن، وقد يحتمل أن قتل هذا الحصان مكيدة من العسكر الأولين الذين وقع بينهم الاشتجار على السبار، إذ قد يجري هذا من بعض العسكر الذين لا خير فيهم، كما وقع من رجل كان عسكريا مع شرف الإسلام، حكى لبعض أصحابه في سابق الأيام وأنا أسمعه بما تحدث به من الكلام فقال: إنه خرج هو وجماعة عسكر بأدب على بعض البلدان، قال: فأهملهم أهل البلد عن السبار والمكان، وبقوا تحت شجر خارج البلد ذلك الأوان، قال فقلت: لأصحابي نبيت نحن وأنتم هذه الليلة بين هذه الشجر والحطب، فمتى كان الليل أحرق كل منا ما عنده من الحطب والشجر، فإذا أصبح الصباح قلنا: أهل البلد أحرقونا، وكتبنا إلى الدولة، فيخرج عليهم أدب آخر أكثر من الأول، وعسكر مع العسكر.
وفي شهر ربيع وصل خبر عثمان بن زيد الذي أرسل إلى الشحر بأنه دخله، وخرج عنه أمير الدين العلفي[68/أ].
وفي شهر جمادى الأولى وصل الشريف محمد بن يحيى بن زيد بن محسن المكي إلى حضرة المتوكل بأولاده، فأنزله في بيت الفقيه بتهامة، وقرر له من السبار ما يكفيه ومن معه.
صفحة ٣٨٣