وفي عيد عرفة منها كان يوم الثلاثاء استند فيه إلى حاكم تعز الفقيه علي المخلافي الشافعي، وشهد على مثل ذلك في الروضة من أعمال صنعاء باليمن الأعلى عند القاضي عبد الواسع العلفي ، وأخبروه أنهم رأوا الهلال ليلة الأحد فلم يحكم بها ولم يعول عليها قال: رؤيتهم يركبون في الليلة فيعنون بالليلة المستقبلة لليوم الماضي، وحكم بها علي بن جابر الهبل، والهلال رأيناه ليلة الإثنين عشية الأحد صغيرا بحيث لم يلبث أن غرب بسرعة قبل أن يتمكن المغرب، والمؤذن يؤذن[35/أ] ولا شك أن ذلك لا تستقيم فيه الرؤية عشية السبت أصلا؛ لأنه كان يومئذ في قدر ست درج من الشمس، لا يمكن رؤيته في سهول اليمن والشام ، فضلا عن المواضع التي بين الآكام مثل صنعاء والروضة وتعز ونواحيها، لارتفاع الجبال عليها، وإنما يكون أوله هذا اليوم الذي ذكروه بطريق الحساب، لتعقبه لحجم الشمس من غير إمكان الرؤية بلا ارتياب. والشرع طريقه الرؤية، ولا يمكن إلا فيما زاد على ست درج للمعرفة. فحصل مع كثير من الناس اضطراب واستبعاد، ومنهم من أخر العيد، ولم يعمل بهذه الشهاييد. وقد وقع مثل هذا في بعض السنين الماضية مما حكم به القاضي حسن حابس كهذه القصة الحادثة، والله أعلم.
وفي هذه السنة فتح الإمام قراءة في المشكاة في السنة النبوية فأصاب، غير أنه أمر القارئ لا يملي شيئا من الأحاديث المتشابهة، وما كان مثل ذلك يصلح؛ لأن المتشابه مردود إلى المحكم كمتشابه القرآن، وكذلك كان فعل في قراءته في صحيح مسلم المدة الأولة.
صفحة ٣٤٢