وفي هذه الأيام أرسل[31/ب] الإمام بصدقة الهند إلى سعد بن زيد، بعد وصول رسول سلطان الهند إلى حضرة الإمام، واستفهامه في شأنها، وكيف يكون أمرها؛ لأنها كانت مصدرة إلى سعد بن زيد، قبل أن يبلغ إلى صاحب الهند تحول الدولة، وزوال الحالة، فقال الإمام: نرسل بها إلى من صدرت إليه. وكان الواصل بها السيد عثمان الحلبي الأصل، فادعى السيد أنه كان قدم سعد بن زيد العام الأول وهو بمكة، وأنه لا يرسل إلا بما بقي بعد الذي له، فأخذ ذلك وبقي حول النصف مما هنالك، فأرسل به إلى سعد، وهو يومئذ ببيشة فكانت أعظم واصل عنده.
وفي آخر شهر رمضان منها وصل الخبر بخروج قلياطة من باشا مصر بحرا، فيها جوامك العسكر وطعام وخلعتان، أحدهما: للشريف بركات، والأخرى: لمحمد شاوش ونوبة وصنجق، وزيادة عسكر قدر مائتين، وطلب قضاة مكة[32/أ] هكذا جاء الخبر به، واختلفت الأخبار في سببه، والله أعلم.
وجاء خبر أيضا هذه الأيام أن أسواق مكة وجدة لبست بشرى صلاح ما كان انتقض على السلطان أطراف بلاده.
صفحة ٣٣٨