ولما بلغ القاسم ومقادمته في حجة خروج أحمد بن الحسن ارتجفوا وقهقر عزمهم وتصميمهم الأول وانقبضوا وسقط في أيديهم.
[158/ب] وفي هذا الشهر توفي السيد يحيى بن إبراهيم صاحب عارضة كوكبان، كان مع صاحب كوكبان أميرا كبيرا، وله قطعة بلاد، وكان صاحب ثروة ورياسة، وكانت وفاته بمنابر تهامة في محل يقال له: الطور بجوار تهامة مما يلي جبال لاعة، وكان نزوله إلى هنالك مع علي بن أحمد بن الحسن، لأجل ما جرى من ابن جلا في تهامة من قبل القاسم، ومات جماعات في الطور لما فيه من الوباء الحاصل في الحقار بآجالهم.
وفي يوم الجمعة عقب الصلاة عشرين شهر شوال سار عبد الله بن يحيى والسيد صلاح بن محمد من المقضضة التي في بلاد الصيد بعد أن استقروا فيها قدر شهرين إلى بلاد بني جبر ، ونزلوا في مكان يقال له: العيانة، وصلوا فيها الجمعة، فلم يشعروا وهم كذلك حال الصلاة إلا بحضور الغزاة وهم: السيد إبراهيم بن حسين بن المؤيد بالله بمن معه من ذيبين والقبائل من عيال أسد والأهنوم ووادعة مجموعين، ورموا بالبنادق إليهم، ولم تأخذهم رحمة عليهم، فقتلوا منهم نقيبا وآخر معه وصوايب في آخرين، ثم إنهم دافعوا على أنفسهم وقاتلوهم، فقتلوا منهم قدر ستة ومصاويب، ثم انهزموا إلى ذيبين لما دنا عليهم الليل ورأوا من أصواب الحرب فيهم والمقتولين ما كانوا عنه غافلين.
صفحة ٤٩٥