واتفق عند ذلك وصول جماعة من أطراف بلاد عمان من المشرق على مطايا، فاخبروا الإمام أن سبب وصولهم إليه هذه الأيام أنهم كانوا في سالف الزمان مستقلون في بلادهم، وأنهم مشائخ على أصحابهم، ثم إن صاحب[100/أ] عمان طالت يده إليهم، وقهرهم وتسلم منهم وعشرهم، وأنهم يريدون الإعانة على تقوية بلادهم ومنعها منهم، فما زال يواعدهم ويماطلهم؛ لأن هذه البلاد نائية ولا مصلحة فيها ولا عائدة، لا تصلح إلا للبدوان، ومن قرب إليهم كصاحب عمان.
فأما صاحب اليمن فبينه وبينهم مقاطع ومسافات، لا تقوم بالنفقات، لحقارتها، ولا فيها خير ولا بركة، تقوم بغير أهلها، وكان وصول هؤلاء المذكورين بأول شهر جمادى الآخرة.
وفي هذا الوقت بغرة هذا الشهر أو آخر الأول اتفق عند حسن ابن الإمام بجبل رازح فرقة، فقتل من القبائل خمسة ومن العسكر نفر واحد. وسببه أن بعض القبائل[100/ب] كان يبيع في العنب بالسوق، فاختصم هو وعسكري في القيمة، فقتل القبيلي العسكري، والعسكر قتلوا عند ذلك الخمسة بإشارة حسن بن الإمام، فلما حصل ذلك الإلمام، أغارت القبائل من القرى والآكام، وقصدوا محل حسن ابن الإمام، فهزموهم إلى القلعة، واحتازوا فيها هم وحسن بن الإمام، حتى صالحوا ذلك الشأن وسكنت الفورة والخصام. ثم تعقب ذلك نزول حسن ابن الإمام إلى أبي عريش في هذا الشهر بجمادى الثاني، فاستقر فيه وأراد الغزو إلى أطراف بلاد الحرامية من بني حبيب ونحوهم، وكتب إلى والده بإرسال عسكر وعينة، فأجاب عليه بترك ذلك هذه الساعة، ولعله حتى يتحقق أخبار ما يصل إلى مكة وهل هناك من جهات السلطان[101/ا] حركة، وكون التحريك في تلك الجهات الشامية يوهم ما يوهم على عساكر السلطان، فالأولى طي هذا الشأن وهو الذي أشار به أحمد بن الحسن وغيره على الإمام.
صفحة ٤٢٠