وفي هذه الأيام وصل إلى حضرة المتوكل جماعة من عسكر زبيد يشكون من واليهم السيد حسين بن زيد بن جحاف ، وكذلك وصل إلى أحمد بن حسن عسكر من عدن يشكون من واليهم السيد حسن الحرة.
واتفق بين ولد يسمى علي بن محمد بن أحمد بن الحسن وكان شابا وبين سيد من بني عامر يسمى حسن بن علي بن محمد بن عامر قضية، وهو أن ابن عامر كان وافدا في الغراس أن طعن عليا بالجنبية فبقى خمسة أيام ومات، فبقي عند أحمد بن الحسن، وإنما حبسه وشفع إلى ولده محمد بن أحمد أن يعفو عن القود[89/ب].
وفي هذه الأيام هرب عسكر زبيد ووصلوا إلى حضرة الإمام وشكوا من ولد السيد زيد بن جحاف واليهم، وكذلك وصل إلى حضرة أحمد بن الحسن عسكر من عدن يشكوا من الشريف حسن الحرة، قصر في أحوالهم بالمرة، وخلا هذان الموضعان من العسكر في وقت واحد مما يقضي بالعجب والعبر.
وفي أول هذا الشهر وقع فيما بين ولد لمحمد بن أحمد بن الحسن يسمى عليا وبين شريف من بني عامر عم الإمام القاسم يسمى حسين بن علي بن محمد بن السيد عامر قضية، وهو أن السيد المذكور كان وافدا إلى الغراس حضرة أحمد بن الحسن طالبا منه ومسترفدا، فكان تصاحب هو وعلي بن محمد الحسن فاتفق بعض الأيام بينهما صفاط ومزاح في خلوة، فكان من السيد ابن عامر أن طعن علي بن محمد بن أحمد بن الحسن بالجنبية بين جنبيه، ودلقه من سطح حتى أرداه، فبقى متالما قدر ستة أيام ثم مات، وذلك أن الطعنة خرقته إلى باطنه، فدخل الدم باطنه، فما زال يخرج من فيه ومن مخرج طعامه[90/أ]، والشريف بن عامر أمر أحمد بن الحسن بحبسه وقيده، ومنع عن التقدير إليه حتى يأتي ما يقول والده، وكان علي بن محمد المقتول في سن البلوغ أو يراهقه، والقاتل شاب عاضل.
صفحة ٤٠٩