بهجة المجالس المشتملة على فنون كثيرة من العلوم والحكم والمواعظ
تصانيف
(224) جمعنا حروف العلم حرفا لحرفه * ولا نكتفي لو نملأ الارض احرفا
ولو بذلوا ما جمعوه جميعه * بحرف لنا ما كان عن حرفنا وفا
فيا حارب يا ابن المكارم والعلا * عليك طلاب العلم ان كنت منصفا
يزيد شريف القوم مجدا ورفعة * وما شرف الا به قد تشرفا
سألت عن المعنى المراد بقوله * تعالى عرضنا للامانة لاخفا
فان امانات الإله فرائض * على خلقه مما به الخلق كلفا
لآدم بالمفروض خاطب أولا * جماداته مستخبرا متلطفا
بان خلق المعقول فيها لتفهم ال *خطاب وتبدي بالجواب مصرفا
فقال آله العرش للارض والسما * كذا للجبال الراسيات على الصفا
اتحملن من هذا الامانة ثقلها * بما كان فيها قلن ما هو عرفا
فقال عليكن العقاب بتركها * وتضييعها يوم الجزاء مضعفا
كذاك ثوابي لا انقطاع له لمن * رعاها واداها تماما على الوفا
أبين واشفقن التحمل انه * ثقيل على من خاف أن عنه يضعفا
وقلن آلهي نحن لسن بطالبي * ثوابا ومنك العفو يا خير من عفا
ونحن على التسخير للأمر دائما * عبدناك لا نرجو سواك مصرفا
أبين وما استكبرن لكن تواضعا * اذ الامر تخيير وما كان كلفا
ولو كان الزاما لكن حملنه * بصبر واذعان وان شق فاعرفا
(225) واما آبونا آدم فهو طامع * ليأتي في ذاك التحمل بالوفا
صفحة ٢٢٥