المشتملة على فنون كثيرة من العلوم والحكم والمواعظ
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة
الحمد لله ربي عز جل علا * حمدا يبلغ من رضوانه الأملا
حمدا يقربنا زلفى لرحمته * ويمحو عنا به الآثام والزللا
حمدا يقربنا زلفى ويزلفنا * قربا لرضوانه سبحانه وعلا
حمدا على نعم جم سوابغها * جلت عن الحصر والاحصاء اي جللا
اجلها نعمة الاسلام ما عدلت * بنعمة عند من في قوله عدلا
وبعدها العلم اذ قد جاء يلهمه * من خلقه السعدا سبحانه وعلا
ربي لك الحمد شكرا أستمد به * منك المزيد واستهدي به السبلا
ربي لك الحمد قد البستني نعما * لا استطيع لها شكرا وان جزلا
للك اعترافي بعجزي عين معذرتي * عن القيام فعفوا واستر الزللا
ثم الصلاة على هادي الهداة الى * سبل النجاة الذي في فضله اكتملا
محمد سيد الكونين من ختمت * به الشرائع فاق المرسلين علا
والآل والصحب والأتباع من نصروا * دين الاله فنالوا الفوز والاملا
المقدمة:
وبعد فالعلم اولى ما سعت همم * جدا وكدا اليه عند من عقلا
(1) لكن أرى في زماني قل طالبه * وعز مطلبه واستفحل الجهلا
صفحة ١
إلا علالة قوم ابرزوا عللا * ضئيلة لست ممن يرتضي العللا
ومن تعللهم ان جل مطلبهم * في النظم درسا لأن النظم قد سهلا
وانني كنت ايام الشبيبة قد * نظمته دررا في السلك قد كملا
سلك حوى درر الإديان قد نظمت * نظما به وعلى الأحكام مشتملا
ومن جواهر آداب الى حكم * الى تواريخ قادات لنا فضلا
لازمه درسا ورد من عذب مشربه * علا لكي ترتوي واشرب به نهلا
وها هنا قد بدالي نظم قافية * في كل ما قد غدا عن ذاك معتزلا
من كل جوهرة عن ذاك شاردة * او كل مرجانة قد فصلت بحلا
أو كل لؤلؤة في البحر كامنة * اودعتها سمطا كي ترتقي لعلا
فان جوهرنا لا شك أفضله * منظومة اذ علا في الصدر ثم غلا
والله اسأله اخلاص ما عملت * جوارحي او نوى قلبي له عملا
لوجهه خالصا من كل شائبة * خبيثة تفسد الأقوال والعملا
وهاءنا الآن بسم الله اشرع في ال*مقصود مبتغيا جدواه متكلا
فصل في خواص سورة الإخلاص:
يا قاريا سورة الاخلاص في عدد * معين مائة من عدها اكتملا
لاشك في ان كثر الفضل قد شهرت * به لقارئها والفضل فيه علا
(2) لكن بتعيين هذا العد هل وردت * من سنة عن رسول الله قد نقلا
صفحة ٢
نعم لقد وردت في ذلكم سنن * تروى عن المصطفى عن سادة فضلا
قد أخرج ابن عدي والبيهقي كذا * رووه عن انس للمصطفى وصلا
من يتلها مائة حطت خطيئته * خمسين عاما كذا قالوه متصلا
مع اجتناب الدما والمال أجمعها * والفرج مع مسكرات شربها حظلا
وجاء من طرق أخرى مخصصة * بالفضل في عدد ممن قرا وتلا
فصل في الاوفاق:
ما حكم علم الى الاوفاق نسبته * وما يفيد وهل قد جاز أم حظلا
ها ذاك علم الى الاعداد مرجعه * اذا تناسبها في شكلها جعلا
سر التناسب في الأعداد اذا جعلت * شكلا على جهة مخصوصة شكلا
وحكمة الحل عند الأكثرين لمن * قد أتقن الفن والتركيب اذ عملا
وكان يعرف معناها بان خلصت * عن لفظ شرك ومحجور وما جهلا
وكان عدة اعلام به اشتهروا * واتقنوا فعلها ممن مضى وخلا
مثل الغزالي والبوني ونحوهما * كالشيخ جاعد مع نجل له نجلا
وذاك إن علمت في الجائزات ولا * يجوز فيما عدا في الشرع محتظلا
وقول بعضهم اذ قال صنعتها * سحر فذاك على المحجور قد حملا
(3) فصل في الرؤية
صفحة ٣
س: ماذا حقيقة رؤيا النائمين وما * ادراكهم من أن العقل قد فصلا
ج: نعم حقيقتها خلق الاله لما * يشاء في قلب من في نومه ذهلا
او في الحواس التي الإدراك عادتها * فتدرك الشيء كاليقظان ممتثلا
س: والله يخلق ما قد شاء حيث يشا * في عاقل وكذا في غير من عقلا
ج: عن بعضهم قال في الرؤيا لقد قسمت * إلى ثلاثة اقسام اتتك ولا
رؤيا من الله للانسان صالحة * تأتيه بشرى من الرحمن جل علا
والثاني رؤيا من الشيطان خوفه * بها ليزعجه عن صالح عملا
وثالث بحديث النفس قد وسمت * وهو اهتمامك يقظانا بما حصلا
وربما جعل الرؤيا لنا علما * على حدوث امور وقتها اقتبلا
والأنبياء كلهم رؤياهم وردت * وحي من الله عن خير الورى نقلا
والمؤمنون انى رؤياهم جزء * من النبوة فيما صح وأتصلا
فصل: في قبض الارواح
هل كل أرواح هذا الخلق يقبضها * في موتها ملك الموت الذي وكلا
ام خص ذلك بالانسان كيف ترى * عن غيره من ذوات الروح قد جعلا
نعم جميع ذوات الروح يقبضها * للموت عزيل مع اعوانه جملا
يعالجون لها والله يخرجها * وهو يقبض كل قد يلي عملا
(4) والكل أمر وتقدير وتقوية * من الاله لامر قد قضى ازلا
صفحة ٤
دلت لذلك آيات الكتاب وما * في سنة المصطفى عن قادة فضلا
وفي الحقيقة ان الكل فاعله * هو الاله هو الفعال ما فعلا
وكلما قد بدا من خلقه فهم* فيه الوسائط والاسباب فاحتفلا
وجاء في مستقر الروح بعد* فراق الجسم عدة اقوال لنا نقلا
اما النبيون عليون موضعها * ارواحهم قاله بعض من الفضلا
والقول في الشهدا عن اكثر العلما * محل ارواحهم إذ تبلغ الأجلا
أجواف طير لهم خضر معلقة * لها قناديل بالعرش العظيم علا
والطير تسرح في الجنات حيث تشا * وترتعي من رياض الخلد خير كلا
كذلك الحكم في اطفالنا ذكروا * من لم يكن بلغ التكليف او عملا
والمؤمنون ففي ارواحهم نقلوا * خلفا كثيرا واقوالا لهم جملا
كل تعلق بالمروي من جهة * فلا نطيل نظاما بالذي نقلا
وهل خلود جميع المؤمنين غدا * كما هنا صورا لم تختلف عملا
بالعظم واللحم والجلد الذي كسيت * به ام الحال حالت واستوت بدلا
كذاك في النار اهل الكفر قد خلدوا * ام غير ذلك اوضح اهدنا السبلا
نعم بذا سنن جاءت على طرق * تناقلتها رواة قادة فضلا
تقضي بأن الورى هم يبعثون على * حال يموتون فيها هكذا نقلا
في السن واللون والاخلاق مع صور * كحالهم هاهنا لم تستحل حولا
(5) لكن اذا دخلوا جناتهم خلعوا * هيئآتهم هذه واستبدلوا بدلا
صفحة ٥
في حسن يوسف في السن المسيح وفي * طولا لآدم ستون انتهت كملا
جرد ومرد شباب ناعمون ولا * منية او مني صح متصلا
يجامعون ولا غسل فيلزمهم * اذ ما هنالك تكليف به عملا
هل السؤال على الاموات كلهم * ام خص ذلك بالمقبور ليس على
في ذاك خلف عن الاعلام قد نقلوا * ولم اجد صحة عنهم بما نقلا
والاكثرون على ان السؤال على * كل المكلف لو حوت له أكلا
فصل في إنذار الحيات
وحية الدار هل قد جاز نقتلها * اذا بدت دون انذار لمن فعلا
لا تقتلوها ابتداء فالرسول نهى * عن قتلها دون انذار لمن قتلا
بل انذروها ثلاثا ثم ان ظهرت * بعد الثلاث اقتلو فالقتل ما حظلا
هل الثلاثة أيام لنا عدد * أم ذاك تكرار مرات تقال ولا
في ذاك خلف اسانيد لنا نقلت * بذا وذاك عن المختار قد نقلا
والاكثرون على الايام قد حملوا * والبعض منهم على المرات قد حملا
هل ذاك حكم على الحيات اجمعها * أم خص بعضا جواز القتل ان قتلا
نعم لذي الطفيتين القتل جاز كذا * في قتل ابترها امر لنا حصلا
فاقتلهما دون انذار فانهما * اعدى عدو لنا قد صح متصلا
(6) قد يسقطان لاحمال النساء ومن * رآهما طمسا ابصاره عجلا
صفحة ٦
في الدار أو غيرها فاقتلهما عجلا * فالجن لا تتمثل فيهما مثلا
وما عدا ذين أنذرها اذا خرجت * ثلاثة عددا باليوم متصلا
ثم اقتلوها اذا بعد الثلاث بدت * فذاك كافر جن جاز إن قتلا
واكثر العلما الانذار منتدب * وبعضهم فعلى الايجاب قد حملا
وذاك حكم لحيات البيوت اتى * وبعضهم كل عمران به دخلا
كبئر زرع وبستان الثمار وما * كمجلس للورى قد كان محتفلا
او مسجد او كسوق تلك ملحقة * بالدار منهم قياسا فافهم العللا
وبعضهم خص حيات المدينة بال * إنذار دون سواها للذي نقلا
ولا يسن لنا ترك المنازل والت * حويل عنها ولكن نذرها مثلا
ماذا يقال من الإنذار حين بدت * يقال انشد كن العهد متصلا
بقوله الذي قد كان آخذه * نوح كذاك سليمان عليك على
كف الاذى منكم عنا بمنزلنا * فإن ظهرتم فلا لوم لمن قتلا
فصل في الحوض ووروده
ما الحوض من واردوه من يذاد وما * كانت اوانيه للوراد قد جعلا
ان الاحاديث عن خير الورى وردت * في الحوض من طرق شتى عن الفضلا
فعن علي سمعت المصطفى صلوات * الله مني عليه غيثها هطلا
(7) يقول أول وراد لحوضي اه * ل البيت من عترتي فليشربوا نهلا
صفحة ٧
مع المحبين لي من أمتي فهم * بالسبق اولى ومن يسبق ينال علا
ومسلم قال عنه أمتي تردن * حوضي على غدا للشرب منه ولا
وفي حديث كؤوس الحوض من ورق * عد الكواكب فيها الماء قد عسلا
احلى من العسل الصافي وابيض من * لون الحليب ولا يظمأ الذي نهلا
وطوله قد روينا فيه من عدن * إلى عمان فيا طوبى لمن وصلا
يذاد عنه رجال أحدثو بدعا * بعد النبي فلا يسقون منه ولا
متى تكون ورود الحوض من زمن * قبل الحساب ترى ام بعده جعلا
في ذاك خلف لأهل العلم بينهم * ورجحوا أنه بعد الحساب تلا
لكن اقول اختلاف القوم يدفعه * عن الورود كما قد صح واتصلا
لو كان بعد لما قال النبي لهم * هلم اذ عرفوا من بعده عملا
وموضع الحوض من حول الجنان لأ * ن الماء من كوثر يأتيه متصلا
والكوثر النهر في الجنات نعلمه * مما أتى بصحيح النقل واتصلا
بحوث في أشياء مختلفة
هل ارضنا خلقت قبل السمآء ترى * أم السما قبلها أوضح لنا العللا
نعم لقد خلق الارض البسيطة من * قبل السما وبذا التنزيل قد نزلا
كذا البخاري روى أيضا وصحيحه * عن بحرنا نجل عباس له نقلا
صفحة ٨
(8) وبعضهم عكس هذا قال قد خلقت * هذي السماء قبيل الارض فاحتفلا
هذا النهار وهذا الليل ايهما * قد كان افضل فيما قد يرى الفضلا
في ذاك خلف عن الأعلام بعضهم * يفضل الليل والبعض النهار على
والكل منهم قد احتجوا لما نظروا * في ذلكم حججا او عللوا عللا
بليلة القدر قالوا الليل افضل من * نهاره حيث فيها الفضل قد كملا
العرش عندك والكرسي أيهما * قد كان أفضل قيل العرش قد فصلا
هل السماء بها ليل يكون كما * يكون في ارضنا اوضح لنا السبلا
لا علم عندي ولكن قال بعضهم * الليل في الارض لا في غيرها جعلا
لراحة الناس من كل يصيبهم * وما لأهل السما كل بهم نزلا
قد استدل بآيات الكتاب على * مقاله وعساه الحق قد قبلا
ومن قرأ كتب الطب التي وضعوا * فيها الدواء وقالوا يبرئ العللا
فاستوصفوه ألوا الأمراض ظنهم * بانه يعرف الداء الذي حصلا
فقال داووا بهذا استعملوه كذا * من غير تشخيصه الداء الذي نزلا
فهل يجوز وما حكم الذي دفعوا * له من الاجر حل ذاك ام حظلا
من لم يكن ماهرا في الطب يتقنه * كلا وجزء وتركيبا لما عملا
مشخصا علل الجسم التي عرضت * ويعرف الاصل والاسباب والعللا
فلا يجوز له استعمال ادوية * من تالف بدواه حيثما فعلا
(9) وان يصفه لهم قولا فقط ولم * يكن بفعل يد قد باشر العملا
صفحة ٩
فلا ضمان عليه إياك يلزمه * إثم كبير بما قدر ضر وافتعلا
والأجر في مثل هذا لا يحل به * اذ كان اجرا على ما فعله حظلا
ما الحكم في كتب فيها العزائم هل * تقرا ويكتب ما فيها لما نزلا
من المعائق والأمراض في بشر * وفي الدواب وهل بأس لمن فعلا
نعم يجوز إذا ما كنت تعرف ما * فيهلا حلالا وفي القرآن قد نزلا
او سنة المصطفى او اسم خالقنا * وما عداه فدع ما حاله جهلا
بحث في السعد والنحس:
ما النحس والسعد في الاوقات هل وردت * فيه أدلة شرع توضح العللا
فعلا وتركا وجوبا او جوازهما * وما يقال لمن عن ذاك قد سألا
ما كان ذا زمن التشريع معتبرا * ولا عن الصحب والاتباع قد نقلا
وما رأيت له اصلا فأذكره * بل كان ينكر ذاك السادة الفضلا
حتى لقد قال بعض ذاك مقتبس * من اليهود فدع ما كان مفتغلا
وقال بعضهم من جاء يسأل عن * هذا اجبه سكوتا حينما سألا
اما الذي جاء في القرآن يخبرنا * عن ريح عاد بيوم النحس قد نزلا
فذلكم واقع في أربعاء اتت * من آخر الشهر تعذيبا لهم حصلا
وهو يوم كذا جاء الحديث به * بانه النحس عن خير الورى نقلا
صفحة ١٠
(10) في غير ذلك لم ينقل لنا خبر * في السعد والنحس ندريه ولا وصلا
والخلف هل نحس ذاك الوم دام إلى * زماننا ثم هل نحس لكل ملا
وصحح البعض ان النحس فرتفع * وانه خص عادا اذ بهم نزلا
بحث هل كل ميت يرى ملك الموت:
هل كل محتضر بالموت ينظره * اي ينظر الملك الآتي ليحتملا
من كل ذي نسم جن ومن بشر * وسائر الخلق ارشد سائلا سألا
قد سيل عن ذاك بعض قال ظاهر ما * يروي يراه جميع الخلق اذ نزلا
بحث في الحفظة:
وحافظوا المرء كتاب الصحائف هل * للمسلمين خصوصا حفظهم جعلا
دون الذين غدوا في كفرهم قعدوا * ام كان ذلك كل الخلق قد شملا
نعم على الكل حفظ الحافظين كذا * هم يكتبون على كل الورى عملا
نصت على ذاك آي الانفطار كذا * من يتلها علم التحقيق حين تلا
وما على غير من قد كلفوا ابدا * من كاتب لكن الحفظ قد شملا
والعبد ان مات اين الحافظزن إذا * مصيرهم بعد موت العبد اذ رحلا
ان مات يأمرهم بالانتقال الى * قبر الذي دفنوه في الثرى نزلا
(11) هناك هم يعبدون الله ربهم * حمدا وشكرا وتسبيحا ولا مللا
صفحة ١١
ويكتبون ثواب الكل قد أمروا * لذلك المؤمن الثاوي ببطن بلى
اتت بذاك روايات تناقلها * جمع عن المصطفى ان صح ما نقلا
هل الملائك كل النطق تكتبه * او ما عليه الجزا ان قال او عملا
نعم هم يكتبون الكل ما عملوا * وما به نطقوا لو أن من عللا
وبالخميس وبالاثنين تعرضه * فيثبت الخير والشر الذي عملا
ويلقى سائره ما لا ثواب له * ولا هقاب فيمحى ضائعا هملا
وذاك معنى كلام الله خالقنا * يمحو ويثبت ما قد شاءه أزلا
ذكر الفتى ربه في القلب مبتهلا * من أين تعلمه كتابه مثلا
يقال ذلك يبدوا وريحه لهم * فيعرفوه بريح الذكر مرتسلا
بم الكتابة لا نق ولا ورق * وأين مقعد كتاب به نزلا
قد لطف الله اجسام الاولى كتبوا * في غاية اللطف والتدقيق جل علا
حتى على ناجذي العبد قد قعدوا * مدادهم ريقه يغنيهم بللا
لسانه قلم هم يكتبون به * كذلك في خبر للديلمي نقلا
فصل في الرقي والتمائم
هل الكتابة للاسما كذلك من * يرقى بها او دعا الرحمن مبتهلا
ترى الجواز أو التحريم فيه أتى * أو الكراهة فصل نلت كل على
(12) ارى الجواز لمن قد كان يعرفها * بانها حللت او لا فقد حظلا
صفحة ١٢
اذ علة المنع في استعمال ذلك من * خوف الوقوع بها في الشرك فاحتفلا
هذا لأن رسول الله قال لهم * رقاكم أعرضوها كي أرى العللا
فصل في تعاقب الازواج على امرأة
من في النسا تأخذ الازواج في عدد * لمن تكون لدى الاخرى بها اهلا
كانت لآخر أزواج لها نكحوا * كذاك جل اولى التحقيق قد نقلا
وجاء فيه روايات تفيد بأن * كانت لأحسنهم خلقا لك ملا
وقال بعض بأن الجمع محتمل * بين الأدلة فاحمله كما حملا
ان طلقوها جميعا ثم ما نكحت * من بعدهم خيرت من بينهم رجلا
وان تمت او يمت عنها بعصمته * ولم تزوج الى ان تبلغ الأجلا
كانت لآخر ازواج لها اجتمعوا * اذ حبل عصمته بالموت قد فصلا
فصل هل يدخل الجنة أحد بلحيته:
ماذا ترى في الورى من بعدما حشروا * هل يدخلن جنان الخلد من دخلا
بلحية أم هم مرد جميعهم * بين وقاك اله العرش كل بلا
نعم روينا كليم الله يدخلها * موسى بلحيته ان صح ما نقلا
وقيل هارون تبديلا لما نتفت * باخذ موسى بها يعطى لها بدلا
(13) وقيل آدم قد كلن ليس به * بل أللحى لبنيه بعده جعلا
صفحة ١٣
هل في الجنان ترى للساكنين بها * تعارف وزيارات لكل ملا
نعم اذا دخلوها اشتاق بعضهم * بعضا اذا ذكروا الاخوان والنزلا
فيأذن الله ان تمشي اسرتهم * بهم فتمشي بسير مسر عجلا
يسير هذا وهذا نحو صاحبه * فيلتقون بأفراح ولا كسلا
هل يعرفون الذي قد كان بنهم * بهذه الدار من احوالها مثلا
نعم بذاك روايات لنا نقلت * هم يعرفون الذي قد كان وانفعلا
وقيل حين التقوا يبكون بعضهم * للبعض وهو بكى شوق بهم نزلا
وغير هذا أتى من حالهم وردت * كتب مطولة فيه لمن سألا
فصل ما الافضل من التعبدي ومعقول المعنى:
هل التعبد بالاحكام افضل من * معقول معنى لدى من يعرف العللا
في ذاك خلف عن الاعلام فضل ذا * بعض وبعض لذاك الفضل قال علا
والكل ابدى على تفضيله حججا * لبسطها نظمنا ما كان محتملا
لكن اقول بان الفضل معتبر * حسب التعلق بالشيء الذي فضلا
فصل في ما معنى الغالي في القرآن والجافي عنه:
قد جاء في الذم عن خير الورى خبر * لكل من قرأ القرآن فيه غلا
صفحة ١٤
(14) كذاك فيمن جفا عنه فكيف ترى * ارشد هديت رزقت العلم والعملا
فما الجفا عن هذا الغلو به * بين لنا بصريح القول نعت علا
تجاوز الشيء عما قد يراد به * فمن تجاوز حد الشيء فيه غلا
اراد بالغالي فيه من تجاوز ما * فيه حدود او احكاما بنا نزلا
بالترك رأسا كذا بالزيد فيه كذا * بالنقص منه وبالمحدود ما عملا
ولم يحافظ على اخلاقه وعلى * آدابه مع كمالات بها كملا
والجافي عنه الذي لا يخضعن لما * فيه ولم يتدبره بما اشتملا
راس اليتيم اتى فضل لماسحه * كما علمت عن المختار قد نقلا
حقيقة المسح تعني أم كنايته * عن التلطف والاحسان اذ فعلا
اراد بالمسح في هذا حقيقته * تنبيك اوصافه اذ بينت عملا
راس اليتيم الى المقدام تمسحه * وذو أب فإلى خلف كذا نقلا
بحث هل خلق الملائكة دفعة واحدة او شيئا فشيئا:
ملائك الله هل في دفعة خلقوا * او يخلقون ولاء مثلنا مثلا
ظواهر السنة الغرا تدل على * خلق الملائك لا في دفعة جعلا
بل دائما مستمرا خلقهم ابدا * قبل الجميع حديث فيه قد نقلا
وليس في خلق ربي قيل اكثر من * عدادهم فهم فاقوا لكل ملا
(15) لأنهم وكلوا بالكائنات معا * حفظا مراقبة يحصونهم عملا
صفحة ١٥
ما روح ذرة او من حبة نبتت * إلا لها ملك في حفظها وكلا
ما قطرة نزلت إلا وقد حفظت * بأين تنزل من من رزقها أكلا
ما أخرجت شجر من جوفها ثمر * إلا بحفظ وتعيين لما عملا
إن ابن أدم لا تأتيه لقمته * في فيه إلا وفيه عدة عملا
ثلاثة من مئين من ملائكة * من بعد ستين كل عامل كملا
فانظر أخي إلى حفظ الاله لنا * إلى عنايته بالخلق واحتفلا
معقبات له من بين اليدين ومن * خلف لتحفظه من حادث نزلا
بحث في المفاضلة:
ألسمع والبصر الرائي فأيهما * تراه أفضل قل لي نلت كل علا
ما عنه تسأل قد جآء الخلاف به * للسادة العلما والقادة الفضلا
هم فريقان في التفضيل فاختلفوا * والاكثرون بأن السمع قد فضلا
فكان أفضل عند الجل من بصر * والنفع أعظم فيه عند من عقلا
لأن خالقنا بالعقل قارنه * والعقل اشرف موجود لد العقلا
بالسمع والعقل اهل النار قد بسطوا * عذرا فلو كان ذان عذرهم قبلا
وغير ذلك مما يستدل به * لأفضلية هذا السمع قد نقلا
والانبياء فيهم عمي ولا صمم * فيهم لنعت كمال فيهم كملا
هذا على قول بعض ليس متفقا * على العمى فيهم إن صح أو قبلا
والآخرون كذا أيضا لهم حجج * لذكرها النظم ما أن كان محتملا
(16) فصل في اول الواجبات على المكلف:
صفحة ١٦
ما الواجبات التي فرض تعلمها * على المكلف لا عذر لمن عقلا
هاك الجواب على هذا فأصغ له * واعمل به تنل المطلوب والاملا
كل الذي بلغ التكليف يلزمه * بفرض عين ولا عذر لمن سألا
تعلم الاعتقادات التي وردت * في الذكر والسنة الغرا كما نزلا
فالاعتقاد على الاعمال نعلمه * مقدم ان أس لها جعلا
فليعلمن صفات الله واجبها * والمستحيل عليه حين من عقلا
وليعتقد مع ذا تنزيه خالقه * عن كل نقص له سبحانه وعلا
وما مع الآي والاخبار ظاهره * قد يقتضي الجسم والتشبيه والحللا (1)
كالاستواء على العرش العظيم وما * كالوجه أو كيد أو شبه ذا نزلا
فنزه الله عن كل النقائص واع * لم أنه جل في أوصافه كملا
والحكم في تلكم الآيات للعلما * في مذهبين اتى عنهم لنا نقلا
فمذهب السلف الماضيين ان سكتوا * وفوضوا علمها لله عز علا
مع اعتقادهم تنزيه خالقهم * عن كل ما من سمات النقص قد جعلا (2)
¶ (1) أي الحلول آ ه المصنف
(2) كذا في الأصل والأصح (صفات)
(17) وعن حلول وتجسم وعن شبه * بالحادثات جميعا كلها جملا
صفحة ١٧
ومذهب الخلف الآتين بعدهم * تأولوا ظاهرا منها بما قبلا
ويحملون لها فيما يليق به * سبحانه من جلال وصفه كملا
كالوجه بالذات والعين الرعاية وال * حفظ الوثيق الذي لا يقبل الخللا
والاستواء على العرش العظيم هو اس *تيلاؤه قهره للخلق حيث علا
والأيدي قدرته او نعمة شملت * كل الخليقة بالارزاق قد كفلا
وهكذا كلما قد جاء يوهم ما * قد يستحيل عليه ظاهرا حملا
وكلما فعله فرض تعلمه * فرض فبالعلم يقضى كلما عملا
مثل الصلاة واركان لها جعلت * مع الشروط التي تفضي بها كملا
من الطهارات ثوبا بقعة بدنا * او مبطلات لها ما فعله بطلا
وكالصيام واحكام الزكاة وما * كالحج من مستطيع للادا السبلا
وكل فرض على الانسان يلزمه * بعينه واجب تعليمه مثلا
كذا فروض الكفايات التي سقطت * بفعل بعض علينا علم ما نزلا
لان فيها هلاك الكل ان تركت * ولم يكن احد منا لها فعلا
نحو الصلاة على الأموات ان دفنوا * وكالقضاء وكالفتوى لمن جهلا
وقسمة الارث بين الوارثين وما * ضاهاه من كل فرض لازم جملا
صفحة ١٨
(18) وهكذا كلما شاء الدخول به * فعلا وتركا على الاطلاق فاحتفلا
فانه واجب ان يعلمن به * حكم الاله وما قد حل او حظلا
ولا يجوز له الاقدام فيه بلا * علم ولو وافق الحق الذي نزلا
اذ ذاك قول على الله العظيم بلا * حق وعنه نهانا فافهم العللا
واطلب هديت فنون العلم مجتهدا * فلا نجاة بدون العلم للجهلا
فصل ما يقدمه في المسجد والبت دخولا وخروجا إلى اخره:
وداخل الدار قل لي ما يقدم من * رجليه ثم كذا ان يخرجن مثلا
إن يدخلن يقدم لليمين وان * يخرج يقدم شمالا هكذا نقلا
في مسجد ذاك اما في الكنيف فقل * بعكس ذلك في الحالين قد فعلا
يقدمن شمالا في الكنيف لدى * دخوله ويمينا حينما انفصلا
اذ كل وصف الى الاكرام مرجعه * فلليمين تولى (1) ذلك العملا
وما به قذر أو يقتضي ضعة * فبالشمال يباشره اذا فعلا
اما الديار فقدم ان دخلت بها * يمناك ثم كذا ان تخرجن مثلا
هذا الذي كنت قبل اليوم اعلمه * تقلا عت الأثر المأثور للفضلا
وقد رأيت لبعض قال دارهم * كمسجد في كلا الحالين فاحتفلا
أي في الدخول يمينا والخروج به * يسراه قدم فيه عكس من دخلا
¶ (1) قوله تولى أي تتولى بحذف تاء المضارعة أ ه مصنف
صفحة ١٩
(19) قد قال ذاك قياسا منه فيه على * خلع السراويل والأثواب اذ فضلا
فان لبس ثياب المرء أجمعها * ولبس خف ونعل ممن انتعلا
ونحو ذلك يبدأ باليمين وان * يخلعه يبدؤ باليسرى كذا نقلا
قد كان صلى عليه الله يعجبه * فعل التيمن في الأشيا لمن فعلا
بحث في مناهي تتعلق بالنساء
هل صح نهي اتى عن ان تعلم ها * تيك النسا الخط ان يكتبنه عملا
نعم روى الحاكم الاسناد فيه وقد * أصحه البيهقي اذ كان قد قبلا
يرويه عن عائش زوج النبي بأ * ن المصطفى قاله حسب الذي نقلا
قد قال لا تنزلوا النسوان في غرف * اي للسكون بها واستنزلوا نزلا
ولا يعلمن قد قال الكتابة بل * لسورة النور ثم لتعمل الغزلا
والترمذي لابن مسعود روى خبرا * كذاك متفق معناه قد قبلا
وعلة النهي خوف الافتتان بها * وجر ما يفسد الاخلاق والعملا
اذ الكتابة في النسوان يوصلها * الى مفاسد اغراض لها حصلا
ويسهلن وصول الفاسقين الى * خبيث اغراضهم منها فع العللا
كذلك النهي عن اسكانها غرفا * خوف البروز الى من يسلك السبلا
لله اسرار هذا الشرع ترشدنا * الى المعالي وتنفي الخبث والرذلا
والمصطفى لم يقل شيئا لأمته * الا بوحي من الرحمن قد نزلا
(20) الترمذي لابن مسعود رواه إلى * خير البرية اسنادا لنا وصلا
صفحة ٢٠