وإما للإستغراق فيكون المعنى كل فرد من أفراد الحمد لله - وهو الحق - وعليه اعتمد القطب(_( ) هو العلامة المغربي محمد بن يوسف اطفيش أحد كبار علماء الإباضية في الجزائر نابغة زمانه كان حريصا على العلم في صغره ولما بلغ سن الخامسة عشرة من عمره جلس للتدريس في حلقات العلم يقول الأستاذ الراحل عدون جهلان في كتابه "الفكر السياسي" ص (105): "وحين بلغ العشرين كان أكبر عالم في وادي ميزاب المنطقة التي يقطنها إباضية الجزائر ففتح دارا للتعليم وعكف على التأليف وشمر للإصلاح الإجتماعي والسير بالنهضة الحديثة، وليس هذا بالأمر الهين على مفكر أعزل نشأ في وطن عظمت فيه المحن وانعدمت وسائل الراحة وقلت مذكيات المواهب بل عاش في وسط كثير الفتن اشتدت فيه وطأة الإضطهاد للعلماء العاملين .." انتهى وما بين الشرطتين مني للتوضيح. وأزيد هنا بأن هذا العالم كان له دور كبير في النضال ضد الفرنسيين وكان السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ممن يجله ويحترمه وكذا سلاطين عمان في تلك الفترة وتوفي سنة 1332ه وله من المؤلفات ما يشار إليه بالبنان عند الإباضية ك"شرح النيل" في الفقه المقارن طبع في 17ج "وهيميان الزاد" في التفسير طبع في 15ج و"تيسير التفسير" في التفسير أيضا طبع في 15ج و"شرح لامية الأفعال" في فن التصريف طبع في 3ج و "شرح لشرح مختصر العدل والإنصاف للشماخي" في أصول الفقه بلغ 6ج - لم يطبع للأسف - وغيرها كثير.
وكلمة القطب هي اللقب الذي اشتهر به، ولا يعني الإباضية بهذا اللقب المعنى الذي فسر به الصوفية لمصطلح القطب عندهم، فالقطب هو الذي تدور عليه الأشياء قال في "مختار الصحاح" ص (541): "وقطب القوم سيدهم الذي يدور عليه أمرهم، وصاحب الجيش قطب رحى الحرب" ا.ه. وإنما لقبوه بهذا للمنزلة التي بلغها من العلم حتى صار مدار الفتوى عليه في ذلك الوقت، قال ابن دريد في مقصورته:
صفحة ٣٧