فإن سمعت برحى منصوبة للحرب فاعلم أنني قطب الرحى أما عند الصوفية فلهذا الإسم تفسير خاص بهم فترى المناوي يصفه في "التوقيف على مهمات التعاريف" ص (586) بقوله: "القطب: وقد يسمى غوثا؛ باعتبار التجاء الملهوف إليه، عبارة عن الواحد الذي هو موضع نظر الله تعالى في كل زمان أعطاه الطلسم الأعظم من لدنه، وهو يسري في الكون وأعيانه الباطنة والظاهرة سريان الروح في الجسد، بيده قسطاس الفيض الأعم، وزنه يتبع علمه، وعلمه يتبع علم الحق، وعلم الحق يتبع الماهيات الغير مجعولة، فهو يفيض روح الحياة على الكون الأعلى والأسفل، وهو قلب إسرافيل من حيث حصته الملكية الحاملة مادة الحياة والإحساس لا من حيث إنسانيته، وحكم جبريل فيه كحكم النفس الناطقة في النشأة الإنسانية، وحكم ميكائيل فيه كحكم القوة الجاذبة فيها، وحكم عزرائيل فيه كحكم القوة الدافعة فيها". انتهى بنصه وفيه مغالاة وانحراف فتبين الفرق ولا تخلط بين مراد الإباضية وتفسير الصوفية._) في "الهميان" ويؤيده قوله تعالى: { وما بكم من نعمة فمن الله } النحل : 53 وينصره ما حكى الملوي في حاشيته مما وجده مكتوبا بخط شيخه: "قال الإمام الفخر(_( ) تأتي ترجمته عند البيت رقم (125)._): الحمد معرفا لايقال إلافي حق الله عز وجل ولا يجوز أن يقال الحمد لزيد. قاله سيبويه".
واللام في (لله) للإختصاص وينصره تقديم الجار والمجرور في سورة التغابن وذلك [عند](_( ) زيادة مني للسياق. _) قوله تعالى { له الملك وله الحمد } التغابن : 1 و(أشرقا..الخ) الهمزة للصيرورة فكان المعنى صير الأصول التي هي كالشمس في الاهتداء بها مشرقة؛ فإن قلت: قد جعلت الشمس من باب المشبه به فلم لم تجعلها من باب الإستعارة؟. قلت: لايصح أن يكون من باب الإستعارة إلا حيث يطوى ذكر المشبه أصلا وهو هنا مذكور وهوالاصول، والاضافة بينهما من باب اضافة المشبه به الى المشبه.
صفحة ٣٨