( القبول) الثواب على الشيء، و (يقضي) أي يحكم، وقوله: (حتى أراها) أي كي أجدها، فحتى بمعنى كي كقولك للكافر أسلم حتى تدخل الجنة. و(غد) اسم لليوم الذي بعد يومك الذي أنت فيه، وأراد به هنا الآخرة، وفي التعبير به عنها تنبيه على سرعة اضمحلال الدنيا واقبال الأخرة، و (قرضي) أي عملي الصالح؛ وأصل القرض هو ما أعطيته غيرك لتقتضيه منه، شبه به العمل الصالح بجامع أن كلا منهما راجع إلى صاحبه بنفعه؛ اقتباسا من قوله تعالى: { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم } الحديد : 11 ، والهاء من قوله (ومنه) عائد إلى اسم الجلالة، و (الورى) الخلق. و(الصنع) اسم بمعنى الصناعة.
الركن الأول
في العلم وما يشتمل عليه
وفيه أربعة أبواب
قدم ركن العلم على ركن الجملة مع أنها هي العروة الوثقى لمن تمسك بها، وهي السلامة لمن لم ينقضها؛ لكون العلم أصلا لها، وبه تقوم الحجة بها على المكلف، وإن كانت حجة معناها تقوم بخاطر البال فهو أيضا علم.
واختلف في حد العلم فقال قوم إنه لاحد له، وقيل بل يحد وحده ادراك المعلوم على ما هو به(_( ) قال البدر الشماخي رحمه الله تعالى في (مختصر العدل والإنصاف) ص 8: "العلم إدراك الشيء بحيث لا يحتمل النقيض، خلافا لم قال: لا يحد. وهو ضربان: قديم صفة ذات لله تعالى. ومحدث"ا.ه وحاصله أن العلم هو القائم على الجزم واليقين الموافق لحقيقة الشيء._)، وقيل الادراك والاحاطة والاستبانة، قال في "الأدلة والبيان" وهو الصحيح.
الباب الأول
في أقسام العلم وأحكامه
صفحة ٥١